
بنشاب : حين أساءت مريم بنت الشيخ لشريحة البيظان ووصفتها بالصراصير شملت في تلك الإساءة نفسها و أسلافها الكرام، فكلمة البيظان ليست تصنيفا لونيا إنما هي ثقافة مجتمعية بماضيها و حاضرها و أصالتها و لهجتها و تقاليدها و أزيائها وأعرافها و حضارتها العظيمة، فكل من يتحدث الحسانية و يرتدي الدراعة و الملحفة، ويرقص على النيفاره، أو يطرب للتيدينيت و آردين أو يتحمس للعب الدبوس، ينتمي بذلك للبيظان و لثقافة اتبيظين، ولافرق في ذلك بين أبيض البشرة و لا أسمرها.
أما الذين أرادوا واختاروا احتكار اتبيظين دون لحراطين و إخراجهم من ثقافتهم و سلبهم هويتهم البيظانية، وبالغوا في التحسس من كلمة مريم الحرطانية فقد طبقوا الكيل بمكيالين كالعادة!
إذ تزخر ثقافة البيظان بالمفاهيم القدحية العنصرية و الطبقية ضد مختلف شرائح المجتمع البيظاني، ونتذكر جميعا تلك المقولات و الأمثال المكرسة للدونية و القدحية ضد لمعلمين و ضد لعرب و ضد ازواي و ضد إيگاون و ضد ازناگه و ضد لحراطين و ضد نانمه و ضد العبيد، فإن اعتبرتم مريم بنت الشيخ أجنبية على البيظان و لاتحق لها الإساءة لكم، فلماذا لم تثوروا في مجالسكم الخاصة ضد الإساءة للحراطين، حين يصف العنصري منكم كل أسمر بشرة ب:"لعبيد" و "آزگير" و "آزرام" و"آفسيس" و "أخويدم اتويرنكيت" "اكريطْ عبيد" و "اعويدت اخدم" و "المتروك" "والموروث" و"السلال" و "المصاص" ؟! وحين ينفي العنصري عن الحرطاني أفضليته و تميزه حين يتوفر على كل شروط المواطن المسلم المثالي، لما يستورد مقولة من أزمنة السيبة و التعبيد و المتاجرة بالبشر و الدين و الإنسانية قائلا : (سيظل العبد عبدا حتى لو نبتت له "أجنحة" من ذهب) ! أليست تلك عنصرية لونية مقيتة تهدد السلم والأمن و الوحدة الوطنية كما هددته حرطانية حين وصفت في لحظة غضب البيظان بالصراصير؟!
#لا_لتشتيت_مجتمعنا_وتفرقته
