
بنشاب : ندرك وقع تصريحات الرئيس المستهدف محمد ولد عبد العزيز على البعض، وما لها من تأثير بالغ على تلك الشخصيات، سواء المعنية منهم بها، أو بيادقهم التي يحركونها للتعبير عن امتعاضهم وردود أفعالهم، المبتورة عن الواقع والموغلة في الإبهام والمعبرة عن مستوى التربية والأخلاق ونمط التمثيل الذي يزاولونه.
فالكلمات التي فاهَ بها الطيب ول الخليل، مجرد كلمات تافهة، هو قبل غيره يدرك أنها لا تسمو لمستوى الرد على ما تقدم به الرئيس المستهدف محمد ولد عبد العزيز، لكنه بادر كعادته، على أن يجعلها رسالة بأخلاق ملهمه غزواني، ونرجو أن تكون الرسالة قد بلغت، وأن يجني ثمارها، ولو على حساب ضميره وتربيته وثقافته، ونلتمس العذر، لأنه يدرك أن أسطوانة التغني بأخلاق وحكمة وتربية غزواني أصبحت مهزلة بدركها الغبي قبل غيره، وهو نفسه يرددها ويبتسم في قرارة نفسه، ونسي الخليل أن المستتر بالأيام كمن يرقم على ماء، فالأوصاف لا يتصف المرء بها إلا بالشواهد والممارسات، وليست كلمات يصرخ بها الطامعون على عتبات البيوت ومنابر الوسائط الإعلامية، والخليل ولد الطيب - في خروج سافر على أصول مدرسته وتربيته - حجز لنفسه مكانا متقدما مع هؤلاء، فكان من الذين يسهل الرد عليهم من جوجل نفسه، كل كلمة ترافقها نظيرتها في تناقض عجيب هو من وطد داعائمه وأ رسى منهجه واستن بسنته السيئة، والمفارقة لتربيته السياسية ومدرسته التي يحسب عليها أصلا.
أما المدعو الحسن ول لبات ( Hacen Lebatt ) فكنت أربأ بنفسي عن الرد عليه والتعاطي معه، لمكانته مني ومكانتي منه، ولأنه يمثل دورا نتفهمه، ونتفهم أنه وسيلة من وسائل العيش والتكسب، وبيس العيش بهذه الوسائل، ولكن ذلك شأنه وما ارتضاه لنفسه، خارج بيئته وتربيته، لكن المفاجئ أن يجلب لغة وثقافة "ألمودات" لإسقاطها بتهاويها وسفالتها وتنزيلها على مقام يسمو عنها، فكلمة "لص" ما كان له أن يقولها مهما كان الثمن الذي يتقاضاه منها، لأنها تعدٌٍ ووقاحة وقذف لشخص بريء منها، كما تبين وتراءى للجميع، فلا يبقى استخدامها إلا استفزازا وسوء أخلاق لا ينبغي من مثله لمثلنا، وقد سبق أن جنى سوء قوله مع الذين لا يترفعون عن النزول للتعاطي ومجاراة لغو الكلام وشططه، لكنه يعلم - كما نعلم - أن السفيه إذا لم ينه فهو مأمور، فعليه أن يعتذر عما بدر منه من إساءة وكذب على من لا سبيل له عليه، ويلتمس طريقا غير هذه للعيش والتكسب.
أما التدليس الذي بادر به وصرف الحديث عن وجهته، فذلك - على مساوئه وتدنيه - يقبل منه لأنه، لأنه تأويل لصرف ظاهر النص إلى ما حاك بالنفس وفق مزاجها وتمنياتها، غير أنه منزوع من سياق العرض، فالرئيس المستهدف محمد ولد عبد العزيز، لم يبرر حالته بحالة الآخرين، ولكنه قال، إن الذين يرمونه بالفاسد وأكل المال العام والرشوة، لم ينظروا إلى نسبة 50% من هؤلاء الموظفين الذين نعلم رواتبهم في حدودها القصوى، وواضح أنه يقصد غض الطرف عن المفسدين ومختلسي المال العام، لافتا الانتباه إلى أنه المستهدف الوحيد في مشهد من الفساد عمت به البلوى، ومذكرا في نفس الوقت بالتحدي الذي تحداهم به غداة بدء المسرحية، ثم إن الفساد والبناء خطان متوازيان ومتعاكسان في الاتجاه، فانجازات العشرية دالة بوضوح على عدم الفساد، وفشل وإحباط النظام بعدها دال على عين الفساد، وهذه معادلة بمتلازمة معلومة لدى الجميع.
وعموما، لا الخليل ورهطه المزاحم في " اتلحليح" ولا الحسن أبات ومثله من المدونين المأجورين، لا يهمنا كلامهم المبتور، والتائه، الذي يستبطن استهداف الرئيس محمد ولد عبد العزيز بالإفك والإساءة، ونتفهم دواعيه وخصوصا عندما هز عروش المحبطين الفاشلين وكشف سيئاتهم، وخداعهم ونفاقهم، ونترك لهم مجالا يتألمون فيه، ويبتسمون ابتسامة المغلوب على أمره، لكن بالأخلاق، وبالكلام الذي يبتغي الرد على مضمون الدعاوي المقدمة، وليس الإساءة والاستهداف الاعتباطي، فلكل طرف سفهاؤه، وإنما الحكمة في العقل وتقديم الحجج بالأدلة والشواهد، فإن لم يكن كذلك، وكان السباق نحو التهاوي في الحماقات والزج بالسفهاء، فلن نكون أقل شأنا في ذلك ولا أقل سفهاء.
