بنشاب : حين تنتفض الشوارع بكل قوتها ضد شناعة جرائم الاغتصاب، و تفيض دموع المجتمع أعاصير غاضبة ضد فداحة انتهاك الأعراض، ينبض أمل التغيير بجثة الإنسانية الهامدة في بلداننا المغتصبة منذ أزمنة بعيدة، و نتنفس بعمق بعد ضمة الشعور بالضيم و رعشة الاستسلام للضياع البائس.
لكن بالتزامن مع ذلك تفتح جراحنا الغائرة جفونها مستأنفة نزيفها القاتل داخل ذواتنا، ويتمدد شعورنا بالعجز في حدقات أرواحنا، فكم من طفلة بريئة سقطت ضحية لأنياب الوحشية في حظيرة مطوقة بالفضيلة، مليئة بالخبث و شبق الإفتراس؟! ولم نستطع حماية الضحية الموالية؟
كم من فتاة خرجت من منزل أهلها لطلب العلم فيغتال طهرها و تنتهك عفتها في المدارس أو الجامعات أو الشوارع؟ ولم نستطع حماية الضحية الموالية؟
و كم من أم مقدسة وجدت نفسها تحت جناح الظلام مستباحة الجسد تحت تهديد السيوف و فوهات المسدسات؟! ولم نستطع حماية الضحية الموالية؟
كم من طفل أو مراهق اجتثت كرامته في ركن دامس بآلات الشذوذ و مخالب الانحراف؟ ولم نستطع حماية الضحية الموالية؟
وكم من أب و زوج و أخ وابن سلبوا كرامتهم على مقصلة العجز وهم يشاهدون فظاعة اغتصاب نسائهم في عجز تام ؟! ولم نستطع حماية كرامة الضحية الموالية؟
تلك جراحنا الجماعية التي تغفو في كهوف أنفسنا لكنها لا تموت و لا تشفى أبدا.. و كلما وقعت جريمة جديدة تتردد صدى موجعا يحاصرنا رعبه في الحاضر والمستقبل.. خاصة ونحن نعلم بعدم وجود قوانين رادعة تسلب الجناة القدرة على افتراس ضحايا جدد، إذا هي دوامة من الموت دون صراخ و البكاء دون دموع، لن تتوقف مادام المغتصب سيسجن و يطلق سراحه ليرتكب جرائم جديدة و يتكاثر بطرق متعددة.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر