بنشاب : لعبة الخداع والمراوغة من الفنون التي تنتهي بالغباوة في أبهى صورها.
والمراوغ الغبي المخادع تتداخل عليه المفاهيم وينسى ما يقول ليصبح كذابا أشرا دون أن يدري - أو ريدري ويتعمدها - ولانه تحرك بلا هدف ولا رؤية واضحة.
ما علينا أن نعٔلمه ونعَلمه لهذا الشعب المبتلى بنخبه السياسية وقادته المحبطين أن عصرنة المدينة كلمة حق أريد بها باطل٫ فترميم المدارس وبناؤها لا يدخل في 50 مليارا المخصصة لعصرنة المدينة، كما لا يدخل فيها تقريب الإدارة من المواطنين، فهذه خدمات ضرورية ومطلوبة بإلحاح يسبق فترة العصرنة.
قد يدخل في العصرنة تجصيص وتعبيد الشوارع وإن كان هذا من البنى التحتية الضرورية التي بدأتها أنظمة سابقة، وقد يدخل فيها إنشاء شبكة صرف صحي الذي صار مطلبا ضروريا، ولكنها بالأساس إنشاء ساحات استجمام وراحة وتنظيف دائم وصيانة لهذا التنظيف وإنشاء جسور تحد من الزحمة والاكتظاظ وليست معديات على أطراف المديننة لم توفق في الذي قصد منها.
50 مليارا يبدو أنها تائهة تتربص جبابرة الفساد وأكلة المال العام بالمشاريع الوهمية خارج االرقابة والمحاسبة.
تماما كفكرة المدرسة الجمهورية التي ظلت وهما يطارد التعليم ويرجعه لأزمنة ساحقة يتفيأ فيها التلاميذ ظلال الفقر والبؤس والضياع.
لا أقول إن 50 مليارا سربت كخبر هامشي لتضليل الرأي العام عن أمور أخرى أشد وطأة على النظام والوطن ولكن أقول إنها وإن تم الشروع فيها، فإنها تصرف بمصطلحات تضليلية وفي غير محلها ووجبة تم تحضيرها على نار هادئة لزمر المفسدين على اختلاف أنماطهم ومواقعهم.