بنشاب : تتجدد قناعتي دائما، بأن مستقبل موريتانيا هو ما ستصنعه بها شبيبتها كما قال الرئيس الراحل المختار ولد داداه،..وهو يعني بهذه الشبيبة، تلك المثقفة بلاشك،....فمستقبل البلاد يعتمد على الفعل والتفعيل المزاولين من المثقف بغض النظر عن انتمائه السياسي أو عنوانه الحركي،..وبغض النظر عن الموالاة والموالي، والمعارضة والمعارض،..إن نشر الوعي والأفكار الوطنية مهنة المثقفين الخيرين، انتدبوا لذلك رسميا أم لم ينتدبوا!!...هكذا نقرأ التاريخ ونفهمه...لذا، نرى الدول التي تجاوزت عتبة التقدم، ما تجاوزتها إلا بحضور الفكر الوطني الذي دب في أوصال المجتمع بتأثير المثقفين، و يبقى دائما تأثير الدولة ثانويا واستثنائيا إذا لم يتولد ويترسخ الحضور الفاعل للمثقف...لا يعني هذا بالضرورة تحييد الدولة،لكنه ينشر المسؤولية نشرا يستوعب الجميع ويشمل الجميع...
إذا تأكدنا من هذه المسلمة، فإن علينا تفعيلها: نشر الوعي الثقافي الذي يفيد في بناء الوطن، ويسترشد به ولاة الأمر والقائمون عليه، بذلك نجعله ثقافة سائدة تتعاطاها أجيالنا جيلا بعد جيل...إن الحوار الهادف والجاد في الإشكاليات المعرفية (التنمية،.الصحة،... التعليم، ..المواطنة،..الأمن،..) سيعطي صورة واضحة لجملة من عوائق التنمية في مجتمعنا، الذي أقول دائما بأن أزمته أزمة تنموية، إقتصادية وليست فكرية ولا دينية، كما يرى البعض...فبقدر ما تغدو الدولة قادرة على تجاوز الاشكالات التنموية بكل أشكالها، وبفدرما تغدو الدولة مظلة للجميع، موفرة الأمن والصحة والتعليم والتشغيل، كلما توفرت هذه الحاجيات، ذابت الفوارق الاجتماعية، وشعر الجميع بالوطن وقيمته، واضمحلت النزعات القبلية والفئوية وكل مظاهر العنصرية المعنوية والمادية