بنشاب : تدوينة احمد الدوه...
النخب السياسية في موريتانيا تمثل إحدى الركائز الأساسية لتشكيل ملامح المشهد السياسي في البلاد، ولكنها تواجه تحديات عديدة تتعلق بضعف الولاء وتعدد الأوجه، هذا الأمر يتجلى بوضوح بعد كل انقلاب سياسي، حيث يُلاحظ أن العديد من الساسة و النخب ينقلبون سريعًا على الرئيس السابق أو المخلوع، بينما يُثنون بإفراط على الرئيس الجديد، يعكس هذا السلوك غياب القيم الثابتة والأخلاق المستقرة في الوسط السياسي، مما يُضعف الثقة في الطبقة السياسية ككل.
كتب الرئيس المختار ولد داداه، رحمه الله في مذكرات، عن تجربته مع العسكريين والمدنيين خلال فترة اعتقاله (من 10 يوليو 1978 إلى 2 أكتوبر 1979)، وأكد أنه لم يتعرض لأي معاملة غير لائقة من قبل الحراس العسكريين في السجن، بل قوبل بالتقدير والاحترام من جميع الضباط وضباط الصف والجنود. هذا السلوك يعكس جانبًا من الأخلاقيات المهنية لدى المؤسسة العسكرية.
على الجانب الآخر، وصف الرئيس المختار ولد داداه بعض المدنيين من أنصاره ومناضلي الحزب بالانتهازية، مستشهداً برسائل التأييد التي بُثت عبر الإذاعة، و استشهد بالكاف الشهير الذي يقول:
سِـيدِ ذَاكْ اَلْجَاكُـمْ
فَـاتْ أكَبَلْـكُمْ جَـانَ
وَاسْـوَ عَـادْ اَمْعَاكُمْ
وَاسْـوَ عَـادْ اَمْعَـانَ
هذه الملاحظات تشير بوضوح إلى أن الولاءات السياسية في موريتانيا غالبًا ما تكون مدفوعة بالمصالح الشخصية بدلاً من المبادئ الوطنية والأخلاقية، و يتضح أن التبدل السريع في المواقف بعد كل تغيير في السلطة يعكس عدم استقرار القيم والأخلاق في الوسط السياسي.