بنشاب : هل التغيير في موريتانيا مستحيل؟
سمعنا – ونحن صغار – أن "الدولة ما تعاند" ولا ينبغي لأي أحد أن يعارض نظام العسكر أو يخرج عن طاعته، وقد قام فئام من المفسدين بتطوير هذه الفكرة ليثبطوا ويضعفوا عزائم الشباب، فأذاعوا في كل النوادي استحالة التغيير بسبب التزوير وبيع الضمائر والرشوة ... الخ
ومن خلال تلك الأفكار تتضح أهم معالم المعركة إذ يدرك أولئك المفسدون أن الإصلاح يبدأ بالإيمان بضرورة التغيير، وأن ما يحدث في الواقع ليس إلا انعكاسا لتلك المعركة الوجودية في نفوس الناس، ويجب أن يبقى سواد الشعب غير مؤمن به بل يظن استحالته أحيانا.
وهي معركة لم تَخْفَ على علماء الأمة ومرشديها حيث يقول العلامة يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى:
(إن إصلاح الجماعات والشعوب لا يجيء جزافاً ولا يتحقق عفواً. إن الأمم لا تنهض من كبوة، ولا تقوى من ضعف، ولا ترتقي من هبوط؛ إلا بعد تربية أصيلة حقة، وإن شئت فقل: بعد تغيير نفسي عميق الجذور؛ يحول الهمود فيها إلى حركة، والغفوة إلى صحوة، والركود إلى يقظة، والفتور إلى عزيمة، والعقم إلى إنتاج، والموت إلى حياة.)
فإذا حصل الإيمان بضرورة التغيير تحول الهمود إلى حركة والفتور إلى عزيمة والركود إلى يقظة كما ذكر شيخنا القرضاوي وصار حلم التغيير حقيقة.