بنشاب : إن المشاركة في إنقاذ موريتانيا والرفعِ من مستوى السياسةِ فيها، ليس هوًى موسميا أو ترفا كماليا، وإنما هو فرض عين، يعَد التقاعس عنه خيانة وتهتُّرا، أو بلاهة في أحسن الأحوال.
قد يطمئن البسطاء وأصحاب العقول المحدودة ويرتاحون، لأنهم لا يتصورون -أصلا- أن الدُّول تنهار؛ بينما يتمدد الفزع، يوما بعد يوم، في قلوب الموريتانيين الواعين وأذهانِهم. وكيف لا وهو يرى الدولة الفاشلة تتبختر على حدودنا، ومعاولَ الفتنة تزهو بين ظهرانيْنا؟
لم يوفق النظام القائم في تقدير الوضع وتقديم الحلول. ولم يعد يشكل - في كل الأحوال - مستقبلا. لا لنفسه ولا لمنظومته ولا للبلد. يعلَم ذلك أنصارُه وأعوانه ويرددونه في مجالسهم. ويعلَمه، قَبل ذلك، الساسةُ المحترفون وأصحابُ المصالح الكبرى. وهاجس الجميع أن يترك هذا النظام وراءه شيئا من ملامح الدولة وأُسِسها.
فالسلطة التي لا تقف في وجه نذُر الاندثار الواضحة المتكاثرة، تصبح هي نفسها العلامة الكبرى لهذا الاندثار!