بنشاب : إذا فهمنا أن القضية الفلسطينية، لا يمكن أن تحل نيابة عن الفلسطينيين وعن الأقطار العربية، وبالخصوص دول الجوار، فهمنا ببساطة أنه واهم من ينتظر من الجمهورية الإيرانية تحَمّلها والزج بنفسها في معركة، تعرف من يرعاها ومن يحميها، ولكن لا يمنعها ذلك من ممارسة دورها الإقليمي ورعاية مصالحها، وفي مقدمة هذه المصالح دعم القضية الفلسطينية، كما فعلت بالماضي مع حماس وطبيعي جدا مع حزب الله، ويأتي دعمها لسوريا في هذا التوجه، وهذا حقها الطبيعي، ولا ضير فيه إن لم يمسس من صميم الأمن القومي العربي، وإن لم يكن تأثيره يدعم الوجود الصهيوني، وعليه، تبقى ضربتها للكيان الصهيوني، هي ضربة تكتيكية، مرحب بها، وإن كانت محدودة وغير مؤثرة، لكنها رسالة واضحة تنذر بقدرتها على حماية مصالحها، وكان دورها إعلاميا وسياسيا قبل أن يكون تكتيكيا أو استراتيجيا، لأنها أعلنت عنها، ولأن المسيرات والصواريخ تم رصد مسارها وتتبعه، لكن في جوها وفي زخمها الإعلامي عشنا لحظات من هدوء قصف الطيران الصهيوني للمدنيين في غزة، وهذا انجاز مهم، كما أن المسيرات المجنحة والصواريخ، انطلقت بصفة متزامنة من جنوب لبنان، ومن العراق ومن اليمن، مع انطلاقها من إيران وهذا مكسب في حد ذاته.
لا ننتظر ردا صهيونيا على إيران، إلا ما كان من تواجدها في الأراضي العربية، ولا ننتظر تصعيدا عسكريا من الجانبين، ولكن علينا أن نتهيأ لحملة إعلامية وسياسية، وتدويل للقضية، وطرح ملف إيران النووي من جديد، وتواصل الاعتداءات على سكان الأرض المحتلة، وعلى لبنان وعلى سوريا، وربما بوتيرة متزايدة وأكثر تأثيرا.