بنشاب : بعد عهود “التنظيم الوحدوي الناصري” السري السابق هجرت “السياسة”.. وأنا في الواقع أكرهها كما تمارس هنا، وأكره أهلها…
هذه الايام أناغارق فيها بأسلوب يبدو غير مناسب…
فالسياسة: خداع.. كذب.. ونفاق… ومؤامرات…
وأنا أريدها مبنية على الصدق والوضوح والوفاء والدفاع عن المعتقد…
ولأنني بطبعي عنيد، ولدي ما أدافع عنه سأستمر في الدفاع عن قيم آمنت بها منذ كنت مراهقا.. سأستمر في الدفاع عن مواطنين يحتاجون إلى “طبابة” جيدة مجانية’ وتعليم جيد مجاني، ومواد استهلاكية أساسية في متناول القوة الشرائية للفقراء الذين ينبغي ألا يظلوا فقراء…
الهرب إلى التصفيق والنفاق والحقارة مغر، وقد يمنح صاحبه المال والجاه، لكنه قاتل للمروءة…
أنا سأهرب…
سأمارس ” الهرب الكريم” كما كتبت عنه في وقت سابق:
في أيام طيب الذكر معاوية ولد الطايع كان تخلي الانسان عن كرامته وتحوله إلى بوق حقير أمرا مغريا: المال.. القصور السيارات..النفوذ…
صنعت لي عالما كنت أهرب إليه.. عشت فيه قصة حب عظيمة للارض، للنخيل، للإبل، للخيل، لأحاديث الرعاة..
كنت أعود من جنتي إلى نواكشوط، وأنا أشعر بالسمو، وأنظر إلى عالم “الاغراء” نظرة ازدراء..
و كنت في نظر بعضهم شخصا متطرفا يرفس النعمة، ويبدد دخله في الفيافي..
رحل معاوية، ومعه رحل المال والجاه والقصور، وبقيت الأبواق تخطب في وهاد “المَحْلِ”…
لم ترحل جبال تكانت، ولم ترحل وديانها وكثبانها وسهولها.. وما زالت أحاديث الرعاة تسمع.. ومازلت أتخذ “الهرب الكريم” معزفا للحياة..
و تكمل ذاكرة عشق ما عبثت به الأيام..
الصور بعدستي وهي تسجيل لرواية حب لايموت…