بنشاب : تميزت المأمورية “الخالية” للنظام الحالي بميولها للظلام ، حيث عملت حكوماتها على تفحيم معيشة الأفراد و الجماعات و إطفاء الأمل في أفئدة الشباب و إسدال الخراب على ورشات الإصلاح، و النفخ بعصف القمع و الديكتاتورية على فوانيس الحريات و مشاعل التطلع، حتى عم الظلام كل ركن من البلد، بل و أتيحت الفرصة للقلوب الظلامية لبث سواد حقدها الانتقامي المعتق في مراجل النفاق منذ عصور، فجالت في ميادين السلط و ساحات الرأي العام تستعرض درجات ظلام الأنفس و سواد القلوب.
و لأنه نظام يعشق "الترقيع" قام بتقسيم الشركة الوطنية للكهرباء إلى أربع مؤسسات، إمعانا في تبديد النور و تشتيت الضوء و إقحام الرؤية المعتمة في كل مراكز الضياء، و نتيجة ذلك يترجمها واقع مدن بكاملها تقبع الليلة و منذ أسابيع في حضن الظلام الدامس، تمبدغه في ظلام كامل و النعمة في ظلام كامل و نواذيبو تعاني منذ أشهر من الظلام و العطش معا، و أكثرية أحياء نواكشوط تواجه الظلام كل مساء و روصو تعيش علي إيقاع توترات الكهرباء الروتينية كل يوم، و أطار و ازويرات و تجكجة و كيفه و كيهيدي و بوگي و تيشيت و غيرهم كثير يواجهون من كل فترة شبح العزلة التامة بسبب انقطاعات الكهرباء التي تؤدي إلى انقطاع الشبكات الأخرى كالماء و الاتصالات.
كل هذا و يحاكم الرئيس السابق الذي شيد المحطات العملاقة لمختلف أنواع الطاقة: الشمسية و الهوائية و الكهربائية بتهم الفساد في حين كانت موريتانيا في فترة حكمه تنتج الطاقة و تصدرها لدول الجوار.
بقلم/ طالبن ولد السالك