بنشاب : أقول للمتحدّثين عن المُحمّديْنِ والصحبة والحكم والصلح المُتوقع و(العفو) الذي أعتبره الآن أشنع والمُتحدّثات :
ا) كان بإمكان الرئيس السابق أن يتجنب كل هذا الظلم البيّن والاستهداف الساذج أو جلّه أو على الأقل بعضه ؛ لكن تربيّته وطبيعته وأخلاقه وتدريبه وتكوينه أبوا عليه غير المُجابَهَة المباشرة لكل الأعداء والخصوم أيا كانوا ومهما كانت (قوتهم) كما عوّدنا ؛ فلو أنه مثلا ترشح لمأمورية ثالثة ، ولو أنه لما ظهرت له نية سلفه أو مَن وراءهم لم يعد فَواجههم من هناك ، وحتى لما عاد وتبين له تحكّم السلطة التنفيذية في التشريعية والقضائية وتنكيلها به ومُحيطه ومقربيه ما استطاعت إلى ذلك سبيلا : خرج إلى فرنسا لكنه عاد ، ولما عرضوا عليه عشرات المصالحات الرسمية المعلنة والمخفية رفضها كلها ولم يهادن ولم يداهن ، ثم في كلمته الأخيرة والحكم لمّا يصدر أو يُصدّر بعد : لم يتستّر على سلفه في (الهديّتيْن) ؛ ولعل الحكم شُدد لذات السبب ، والجدير بالذكر هنا أن الرئيس السابق لم يستعمل شيئا لا من الصندوقين ولا من السيارات ؛ وقد ذكر في بعض استنطاقاته الصاعقة أن حاكما أو واليا قد منحه 7 قطع أرضية ربما كان أحوج إليها آنذاك منه الآن إلى (المِنْحَتَيْن) لكنه لم يُحرك منهم ساكنا بضع سنين ، ثم أعادهم من حيث أتوا ، ولعل الصناديق والسيارات لم يكن مناسبا أمنيا وأخلاقيا أيام تسلّمهم أن يعادوا بل ويُحاسب مسلِّميهم إذ نتائج الانتخابات محل نزاع شديد واحتجاجات أشد دفعت إلى قطع الانترنت فكان الصمت إلى الوقت المناسب أكثر حكمة وأقل ضررا على الدولة والمجتمع !!
ب) وكان بإمكان النظام الحالي أن يُعالج أو يُداري الشعور الذي ينتابه ( أيا كان ) مِن تحرك سلفه ونشاطه وتشبُّثِ أنصاره به بمسحة أخلاق وحكمة ذُكرتا وشكرتا ثم ذكرتا وشكرتا ولمٌا تُريا بعدُ بالعين المجردة ؛ فقد كان بالإمكان أحسن مما كان ؛ بل لم يكن بالإمكان أسوأ مما كان !! فلو تركه يترأس حزب المرجعية الذي أسسه واستبدله بأي حزب ولو كان حزب الشيطان ؛ حزب الوحدوي أو الرباط مثلا أو حتى حزب الشيطان نفسه ؛ فسينضم إليه تلقائيا كل من يحيط به الآن دون استثناء لأن ولاءهم للحاكم والمنصب لا للحزب كما صرّح أسنُّ القوم وأشهرهم ! ولا أرى الرئيس السابق يأسى على القوم المنافقين ؛ ولو أسف فما بيده حيله !! كان ذلك أشرف له وأكثر إقناعا وأدفع لِنظرية المؤامرة الكبرى التي سادت واستنزفت وأربكت مأموريةً اجتمعا وتفرقا عليها !!
ج) وكنا بدورنا أيضا يمكن أن نسكت أو نفهم بل نتفهم ولو على مضض ما جرى لو تغيّرت واحدة من خمس فرضيات :
1. لو كان الرئيس السابق أُطيح به بانقلاب لَقُلنا كل مُنقَلَبٍ عليه يتعين سجنه ريثما يستتب الامر للانقلابيين !
2. لو أثبتوا عليه بدليل أو بينة أو اعتراف جرما أو تهمة أو حتى شبهة واحدة أيا كانت لاحتسبناه مَدِينا يُتعامل معه معاملة المجرمين !
3. لو لم يتعاون بكل مسؤولية وسلاسة مع قطب التحقيق وغيره من الاقطاب والنيابة ونيابات النيابة والقضاة والطغاة لَتَركْنا لهم الطريقة المناسبة لفرض ذلك !!
4. لو أنه هرب من ( المحاكمة ) وقد أُتيحت له فرص كثيرة ربما بقصد ( لِيُستراح منه ) ؛ لاعتبرناه واعتبروه فارا من ( العدالة ) ولهم معاملته كما يتمنون ولكن بحجةٍ مّا على الأقل !!
5. لو عومِل بما يعامل به غيره من الرؤساء السابقين بل من المواطنين العاديين أو حتى ممن شملهم تحقيق ملف ( الشعريه ) ؛ لا أقول 316 شخصا بل لو عومل بما عومل به العشرة الأخيرة التي ( حُوكِمت ) معه لَصِحْنا أنصفوه مره !!
لو كان حوكِم محاكمة عادلة أو حتى جائرة لكن علنية ، لو ولو ولو …! التي تفتح عمل الشيطان كما في الحديث هي السائدة في ملف أعاد الدولة عشرات السنين في مأمورية وشيكة النهاية كُرّست للنّيْلِ ممن نقلها نقلة نوعية كما شهد شاهد من أهلها ، لكن كل الأحكام ناسبت النظام والحمد لله على كل حال !!
العدالة والوطن واللحمة الوطنية تمر بأخطر مرحلة في التاريخ منذ نشأة الدولة وقبل ذلك ؛
والنظام الحالي بأذرعه المختلفة : كل أولائك كان عنه مسؤولا ثم ويل لقاضي الأرض من قاضي السماء !!
من ص/ باريكي بيادة