بنشاب : أن تأتي هذه المبادرة وهذا الحراك العسكري في الفترة التي تتم فيها المداولات القضائية، لا يخلو من عدة تأويلات لسنا في مجال عرضها، لكنه لا ينزع ثقتنا في قضائنا الذي لا نريد منه إلا العدل والعدل فقط، ولا يمكننا أن نتصور أن الجهاز التنفيذي يتحكم فيه تحكما ساذجا، ليجعل منهما ساذجين، ويخلق لذلك الأجواء التي يتم فيها تمرير الرغبات والنزوات بالمسرحيات الهزيلة في بداياتها ونهاياتها.
ثم إن ما على الجماهير أن تدركه، أن الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأنصاره يتحركون وفق خطوط ثابتة المبادئ ومعلومة الأهداف، فالرئيس محمد ولد عيد العزيز هو من سن القوانين المانعة والمحصنة ضد الانقلابات ولو لم يكن كذلك، لانقلب على الدستور أيام مطالبة الغالبية المطلقة بالانقلاب عليه، ولحاد عن الدستور في عدم التمسك بالمادة 93، لأنه يؤمن بالدولة والقانون، ولو كان مفسدا وفاسدا، لما أسن القوانين المحاربة للفساد وحاربه فعلا وقولا، حتى في أقرب المقربين له سياسيا واجتماعيا.
نحن أنصار الرئيس عزيز، لن نقوم بمساعي حميدة بين النظام وهؤلاء العسكريين المنشقين ولا حتى بالتهدئة، لأنه يتحكم في ذلك في جميع جوانبه، لكننا لن نكون شماعة لتحترق بين الطرفين في مسلسل المكائد والدسائس وشغل الرأي العام عن المحاكمة وسيرها وتهيئة الرأي العام لحكم ظالم يستتر بجنح الظلام، وخلق الجيوب الثانوية والهامشية التي تغطي اهتمامات الشعب واللعب على المشاعر للفت النظر عن جوانب الفشل والإحباط وتسويق قصص ألف ليلة وليلة.
متى يدرك هذا النظام والنافذون فيه من أصحاب الكيد والدسائس أن المسرحيات التي كانت تقام في أزمنة الجهل والظلام والتعتيم لم تعد قابلة للإعادة في زمن تسيطر فيه التكنولوجيا الرقيمية، وبطاقات الذاكرة التي تسجل وتختزن التفاصيل الدقيقة لحياة كل فرد، (وكلَّ إنسان ألزمناه طائرَه في عنقه، ونُخرِجُ له يوم القيّامةِ كتابا يلقاه منشورا، اقرأْ كتابكَ كفى بنفسِكَ اليومَ عليكَ وكيلا).
نحن - أنصار عزيز - ندرك بوعي أن النظام فاشل في بناء البلد، وأنه يعيش على ما تم انجازه في العشرية، وأن كل إمكاناته المادية والمعنوية كرسها لإهانة الرئيس عزيز وتوريطه بالتهم الكاذبة وعزله عن المحيط السياسي قبل محاكمته وربما بعدها، ولكننا نتعامل مع هذا الوضع السيء بالطريقة التي نريدها نحن، مستأنسين بتوجيهات القائد، وتأكيده الدائم على الالتزام بالهدوء والوقار والتمسك بما يتيحه القانون ولو تم المنع منه وخروج النظام عليه، ولكن في الوقت نفسه، ولدرجة الاحتقان واليأس والإحباط، لا نستبعد أن تخرج الأمور عن السيطرة، وتكون ردة الفعل أقوى من امتصاصه وتحمله.
ذ/ أحمدو شاش