و جاءك يسعى: (ردا على الأخ ذ/اليزيد يزيد)...

جمعة, 24/11/2023 - 13:03

بنشاب : لفت انتباهي حضور هذا الفتى، ومتابعته للكل، في الوقت الذي لا يبدو فيه من أصحاب الشمال (لفيف الدفاع المزعوم)، ولا من أصحاب اليمين (هيئة الدفاع عن المتهمين)، ولا يبدي من الاهتمام إلا ما يبوح به ذكاؤه المتقد، ونظراته الثاقبة في كل زاوية بحثا عن مجهول تكاد تعرفه من لغة جسده الناطقة.
مرت الأيام ودرت دورتها، والفتى ذ. اليزيد لا يبرح مكانه، وليس بدعا أن يحضر محام غير منتدب رسميا، فالمجال فرصة سانحة لاكتساب المعرفة وممارسة المهنة، لكن اطضراب نظراته، يوحي بنفي صفة التركيز والتحصيل، لصرف النظر نحو أشياء أخرى، يأبى الله إلا أن يكشفها في اللحظات الأخيرة، ليسقط القناع وتتكشف حقيقة المهمة الخفية التي انتدب لها الأخ، والتعليمات التوجيهية التي كان يستقبلها.
في مقال مبتسر، نشره الزميل ذ. اليزيد، في موقع "صحراء ميديا"، بعنوان (الدفاع يجانب الصواب)، بتاريخ 22 نوفمير 2023، ولست أدري أي دفاع يعني لزوال الصفة المحددة، ذكر  ذ.اليزيد أن " الدفاع تلقى تعليمات باستهداف الأستاذ محمد محمود محمد صالح، أستاذ القانون المميز الوحيد في البلاد"
فهمنا أن الدفاع المذكور يقصد به هيئة الدفاع عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
تجاهل وتغابى عن بقية المحامين الذين كانوا أكثر تطرفا وتحاملا على من ابتدع الاستشارة في المادة 93، وحتى الذين هم خارج هيئة الدفاع، لكن السؤال المطروح: من أين أتت هذه التعليمات؟ ... أم أن الحجج والآراء والمعرفة، أضحت كلها مجرد تعليمات؟...
لا تثريب عليه، فالمسكين دائما تبوح تصرفاته قولا وفعلا بما يدور في خلده في اللاوعي، وربما كانت تلك من دواعي كتابته أيضا للمقال المبتسر، لأن الأمور واضحة لغير العاقل، فما بالك بغيره، فالجهة التي يتلقى منها المعلومات معلومة سلفا، وهي الجهة التي توجه وتمول ولد محمد صالح ولوغرمو وما وافقهما من المتلقين والمنافقين والمنتقمين: فأي من الطرفين يتلقى التعليمات؟
أهم أصحاب الشمال " اللفيف المزعوم" والنيابة، وهم فعلا ضمن خلايا التأزيم  وتلقي التعليمات، أم هم أصحاب اليمين "هيئة الدفاع عن المتهمين" الذين لا يمتلكون من تعليمات سوى الاستماتة في الدفاع عن موكليهم بما يمتلكون من حجة وما يعلمون من خيوط لعبة أخرجت للناس أسوأ إخراج؟.
ثم إن على الفتى ذ. اليزيد أن يعتذر لأساتذة القانون وفقهائه، الذين اختزلهم في شخص وحيد معرض للزوال في أي لحظة، لتزول معه علوم بأكملها، وليس هذا بانتقاد ولا تقليل لمكانة الرجل، ولكنه مبالغة فيها من الإفراط والتفريط ما لا ينبغي، فقد حجر واسعا بلغو القول وشططه، وإذا لم يكن من مدح شخص إلا بذم الآخرين، فالسكوت يسعه، خصوصا لمن تربى في بيت من بيوتات الرزانة والكياسة واللباقة كمثل الإداري المرحوم بمبه ولد يزيد، فما كان معذبا حتى يرسل الكلام الإنشائي على عواهنه، وقد لا يعي أن يقول كلمة لا يلقي لها بالا، فيهوي بها في النار سبعين خريفا ....
ثم أي ميزة حظي بها ليرتب الناس وفقها، ترتيبا تصاعديا أو تنازليا؟
أكان ذلك لمستواه، أم بامتحان قضاه، أم هي نزوة على غرار سلوك العوام من الناس ممن يدعي معرفة أو فلسفة؟
فقل لمن يدعي في العلم فلسفة @ عرفت شيئا وغابت عنك أشياء 
صحيح أني سمعت الأستاذ ولد محمد صالح في مرافعته، وقد أسهب في الحديث عن شهاداته وهو غير ملزم بذلك، فالحديث في الوقائع المعروضة وفي الحجج المقدمة، لا في الشهادات المكتسبة ...
ويستطرد الأخ ذ.اليزيد كلامه، ودون سابق إنذار، على طريقة جحا وفأره، أقحم ما يستبطن من آراء مرسلة ومودعة قائلا: (وفي قلب غريب للأدوار، يتولد لدى المرء انطباعا)، قبل معرفة الانطباع، كبوتان في كبوة، ففضلا عن اللحن البين في اللسان، مما لا يستساغ من محام يعتمد الفصاحة نهجا ومنهجا، يتولد لحن بين في القلب والسلوك، فما أدراك أن الانطباع تولد؟...
الانطباع هو أن المليارات وعشرات الشركات الوهمية ومئات القطع الأرضية وجدت عند ولد محمد صالح، وهو لا يمتلك غير شهاداته ومؤلفاته ....اه
هذا بالضبط هو ما كان يردده هو ورهطه عن أحد المتهمين، وقد تهاوت حججهم تباعا، لأن أقوالهم سبقت عقولهم وعلومهم في غلطة قانونية، لا تغفرها الشهادات ولا التآليف، وهي الورطة التي أدخلتهم وأدخلت الدولة معهم في متاهة القرن، إذ دسوا أنوفهم في لعبة سياسية في ظاهرها وانتفاعية وانتقامية في باطنها، فلعل ذلك هو ما كان من زميلك المثقل بالشهادات والتآليف، والذي اجتهد في مرافعته على استهداف العميد الأستاذ محمدو ولد إشدو، وطاقمه الذين نسفوا الأصل القانوني المؤول من زميلك ولد محمد صالح ممثل RFD وزميلك الآخر لوغرمو، ممثل UFP مع الأطراف الأخرى الحاضرة كل من منطلقه ومآربه.
ولما باء تأويل الثنائي السابق للمادة 93، وتم استجلاب التعديلات الدستورية الفرنسية 2007، وباءت بالفشل هي الأخرى، بات اللفيف يدور حول المادة 2 من قانون الفساد(وليس الرشوة كما ذكرتم)، ردت إليهم هي الأخرى لأن الرئيس غير معن بها، وكما بينت الأستاذة تقييدها بالقاعدة الأصولية أن البينة على المدعي ويبدو أنك لم تطلع على حيثياتها، فانظرها في الجريدة الرسمية العدد 50، صفحة 16 لتفك لغزها أنت نفسك حتى يزول الإبهام الذي تركتها فيه.
ما حرك زميلك ولفيفه، هو الطمع والانتفاع الذي يغيرالطباع، فتفتي وتقضي وفق هواك، وهو ما عبر عنه العالمان الجليلان حمدا ولد التاه ومحمد سالم ولد عدود في مداعبة أدبية رائعة.
لما ولي عدود على القضاء، بعث إليه حمدا حفظه الله بالبيت التالي:
إذا دخل الرشاوى بيت قاض@ تطايرت  الأمانة  من كواه
فذيله الشيخ عدود رحمه الله بالبيت التالي:
وإن دخلت كذلك بيت مفت@ أتت  فتواه  تابعة  هواه

ذ/ أحمدو شاش