بنشاب : هزة احباط قوية تضرب الشعب و هو يُطعم ثلثي شهر الاستقلال للركود و الفشل و التوقف غير المبرر لأشغال البناء، التي عاش خلال العشرية وسط صخب أعمالها و ورشاتها..
لا شيء للتدشين سوى امتار من اسفلت رديء تشبه الوحمات المصطبغة في بهوتها و تحاكي بسخرية في تعرجاتها وفوضوية اختيار شوارعها أسلوب النظام التسييري المرتجل.
لا مصانع للتدشين بحجم مصنع السفن و مصنع الأنابيب و مصنع ملابس القوات المسلحة و مصانع الألبان و مصنع تعليب التمر و تصديره ..
لا مشاريع للتدشين بحجم مشروع اظهر و مشروع آفطوط الساحلي و مشاريع ربط مدن الوطن بالمحاور الطرقية الحية و مشاريع المدن الحديثة التي ولدت خلال العشرية وبإرادة التشييد..
لا مستشفيات للتدشين بحجم مستشفى القلب و مستشفى الأمومة و الطفولة و مستشفى التخصصات الطبية في نواذيبو ومستشفى روصو ..
لا مدارس و لا معاهد للتدشين بحجم مدارس الامتياز و المدرسة العسكرية و معاهد المهندسين الزراعيين و التقنيين و لا جامعات للتدشين بحجم جامعة لعيون الاسلامية..
لا مركبات و لا بنى تحتية للتدشين بحجم مركب جامعة نواكشوط العصرية و قصر المؤتمرات الجديد و الملعب الاولمبي و ملعب شيخا ولد بيديا وسوق العاصمة الجديد و بنايات وسط المدينة الشاهقة وساحة الحرية المهيبة..
لا مباني حكومية للتدشين بحجم مبنى الوزارة الأولى و مبنى تجمع الوزارات و مباني وزارتي: الاقتصاد و الخارجية…
لا مواسم زراعية ناجحة للحديث عنها مثل قنوات الري العملاقة على الضفة و تهيئة الاف الهكتارات و توزيعها على السكان للاستصلاح الزراعي .. و توفير الأسمدة و الحاصدات و مختلف وسائل انجاح المواسم الزراعية..
لا حصيلة مشرفة في أولى سنوات المأمورية بحجم تخطيط أحياء الصفيح و تأهيل أحياء الترحيل و انتشال أكوام اللحم البشري من أكواخ البؤس و المرض و افتتاح دكاكين أمل و تحويل مثلث الفقر إلى مثلث الأمل بتشييد المدارس و تزويده بالماء الصالح للشرب و الكهرباء و تمويل المشاريع التنموية لصالح سكانه..
لا انجازات اعلامية للتدشين و لا للتسويق بحجم الترخيص للقنوات و الاذاعات الحرة و فتح المنابر الاعلامية أمام الآراء المعارضة و الترخيص للمسيرات والمظاهرات..
حصيلة لاشيء وتسويف العمر و تعهدات نائمة على سرير الإنعاش تنتظر نعشا يدق فيه المنافقون كل يوم مسامير النكوص و الشؤم و يحفرون له أعمق لحد في ظلام التاريخ و النسيان، في انتظار أن يظفروا بإثم إطلاق أول سهم عليها في شتاء تنكر جديد..
و (لا شيء يطلع من مرايا البحر في هذا الحصار)
Aziza Barnaoui