بنشاب : في جلسة مسار المحاكمة الماضية، كان الأخ محمد الأمين ولد ببات موضوع الجلسة،حيث وجهت له ثلاث تهم، هي في الحقيقة مراوغة لسبر أغوار صداقته بالرئيس محمد ولد عبد العزيز، ومحاولة إيجاد توريط للرئيس بأية حالة كانت، ومعلوم أن محمد الأمين ببات رجل تقليدي بثقافته وأخلاقه وما أخذ من تربية محظرية على عادة المجتمع التقليدي، لكن طموحه وحظوظه تجاوز جميع رفاقه، فقد بدأ من نهاية الستينيات وكان أول شاب من وسطه يمتلك سيارة مع بداية السبعينيات، وحافظ على مستوى متميز اجتماعيا واقتصاديا سبق جميع زملائه، بما فيهم الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
يتميز بكاريزما قوية، مدعومة بعزة نفس وطيبة محتد، وتواضع، كلها خصال شكلت دعامة لاستقامته ووضوح رؤيته في العمل والممارسة مما جعله محل ثقة لدى جميع الشركاء.
جميع التهم الموجهة له، والموجهة ضمنيا للرئيس عزيز، كلها تتخلص في شراء قطع أرضية في مزاد علني وفق الإجراءات المنظمة للمزاد، ضمن لا ئحة من خمسين شخصا، معلنة وموثقة وليس فيها من الحاضنة الاجتماعية للرئيس محمد ولد عبد العزيز - على كثرتها وقوتها الاقتصادية - غير اثنين فقط.
تكلم محمد الأمين بثقة لا تخلو من روحه المرحة المعهودة، وبين إجاباته بوضوح وصراحة وقوة على التعبير بلغة قانونية فاقت توقع الجميع وخصوصا لفيف محامي دفاع الدسائس والمكائد، الذي مرتبكا وتحت وطأة الذهول، لم يجد غير عبارات الإساءة التي مرد على مزاولتها، من ثنائي التهريج ولد أبتي الذي أمره رئيس المحكمة بسحبها، في الوقت الذي وجد فيه ولد الرايس نفسه رهين محبس الصدق والشفافية، وقد كان يتربصه مع لفيفه بما حاك في أنفسهم بأنه قد يكون الحلقة الضعيفة التي يمكنهم الوصول من خلالها لتوريط الرئيس محمد ولد عبد العزيز ولكن هيهات، لأنه في الحقيقة لا يوجد شيء مخفي ولا حقيقة مطموسة، الشيء الوحيد الذي أخفاه محمد الأمين ببات هو حالته المرضية المتفاقمة والمزمنة، لكن لم تسمح له كرامته بإبدائها تهربا من الاستعطاف والاستنجاد على عادة الضعفاء، ورغم ما تعرض له من الإهانة المعنوية والمادية على يد شرطة تصفية الحسابات والابتزاز للخصوم الوهميين.
الآن، تنتهي فصول المسرحية، التي ما كانت إلا لتبرئة الرئيس عزيز، ويبقى نطق الحكم مسألة وقت يحددها عدل القضاء إذا حصن مهابة القضاء وأربأ بنفسه وهيبته عن الضغوط السياسية ولوبيات مافيا الفساد والانتقام.
الأستاذ / أحمدو شاش