بنشاب: قال الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني أثناء حملته الانتخابية الماضية إنه لا يسعى من خلال ترشحه للرئاسة إلى النفوذ و لا استغلال السلطة، إنما يرغب في خدمة الوطن و الشعب، من خلال استثمار تجاربه الحياتية والقيادية وما من الله به عليه من تربية و أخلاق في النهوض بالبلد و العمل على ازدهاره و استقراره وذلك عبر مواصلته لنهج الإصلاح و محاربة الفساد الذي قال إن كل رئيس من الحاكمين قبله شارك فيه بقليل أو كثير، مؤكدا أن ما عرفه البلد خلال فترة حكم سلفه ولد عبد العزيز شكل أكثرية ذلك النهج الإصلاحي العظيم.
لكن فور تسلمه للسلطة انقلب على لسانه المتعهد وخطابته المفترضة فسجنهما في قبو الصمت المحير، ثم انصرف في عمله الصامت يهدم ما وجد قبله من إنجازات و يضيع ما حصد الوطن من مكتسبات، على جميع الأصعدة و المستويات، سالبا من الشعب حريته وإرادته و قوته و آماله و أحلامه، يمر بقطار نظامه القمعي العاجز على قبب الحقوق وقلاع الدستور و أعناق المواثيق السياسية والقانونية والعرفية والاجتماعية.
حيث جرد الرؤساء والنواب والمحامين من حصاناتهم الدستورية و انتزع من الحقوقيين والسياسيين و الطامحين حقوقهم في التعبير واختيار التوجه بما يخدم قناعاتهم الفردية التي يكفل لهم القانون و الشرع والعرف.
فهل كان سعي الرجل إلى الرئاسة بدافع شخصي يرمم بواسطته ثقوبا نفسية عميقة يزيدها الرأي الحر المعارض اتساعا، و يذر فيها الاختلاف الصحي في الرأي ملح التحسس الشديد، الذي يترجمه التخبط العنيف الذي يحاول به نظامه خلق وهم التوافق الفج عبر الوسائل الصبيانية من ترغيب وترهيب، و تشويه لسجلات الزعامات السياسية والاجتماعية ؟!
#خلعن