بنشاب : التغيير العسكري في دول المنطقة، أصبح هو الملاذ الأخير لشعوب تجرعت مرارة الاستعباد الفرنسي، من امتلاك ثقافي وحضاري، إلى نهب لخيرات قارة غنية بالشمس والهواء، وبالمعادن والثروات الحيوانية والنباتية بكل أنواعها.
إن تك فرنسا قد تخلت عن استعمار هذه الدول فعليا، فقد مارست الاستعمار المعنوي، وهذا ما انتبه له كثير من دول إفريقيا وخصوصا دول الساحل الخمس التي لم يبق منها إلا موريتانيا التي يتربصها الانقلاب العسكري بين الفينة والأخرى، الانقلاب القادم من المجهول، تغذيه وتشد من عضده الأوضاع المزرية للبلد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
اليوم، في النيجر، السلطات تنذر سفير فرنسا بمغادرة البلاد خلال 24 ساعة، لتقطع بذلك الأمل في عودة الرئيس المخلوع الحليف الاستراتيجي لفرنسا، ليصبح حلفاء فرنسا في المنطقة هم رئيس السنغال ورئيس موريتانيا وملك المغرب، وقد شد عليهم طوقا من الحصار الجغرافي والسياسي لا يفكه إلا اشتعال الحرب بين المعسكرين الشرقي والغربي وستكون موريتانيا غرفة العمليات الحربية للحلف الغربي خصوصا أن بعض الأنباء غير الرسمية يؤكد أن منطقة "لمريه" قد تكون ميدانا لهذه الدول بحضور الكيان الصهيوني.
لا نتمنى الانقلاب، لكنه يبقى الوسيلة الوحيدة لخلاص الشعوب عندما تشتد الأزمات، على قول بعضهم : اشتدي أزمة تنفرجي قد آذن ليلك بالبلج
ذ/ أحمدو شاش