لو كنت عباءة محاماة لنطقت وقلت… ———

أحد, 20/08/2023 - 19:40

بنشاب : أردت في صغري أن أكون فارسة حصان مجنح، تطوي حوافره مسافات الخيبة على عجل، ثم ترجلت مرة وتأبطت كنانتي، أقتفي أثر الحلم، فأدركني الواقع في صحراء الوعي على مشارف سور السراب… 

بعدها بسطت أجنحتي أشرعة للطموح، فرأيت قبب الحقيقة و قلاع الشمس و منارات الصدق و شلالات الضياء، حيث يستمر الصدق في مطاردة أزلية لخفاش الزيف في دائرة الوجود المغلقة.. 

وأردت مؤخرا أن أكون عباءة محام ناطقة أنفض أكمامي في بهو قاعة محاكمة العشرية على الوجوه المسودة، لأخرس هذيان التضليل و أقطع دابر التآمر، وأصرخ في ميكروفون الترافع: 

سيادة القاضي الموقر، فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز مغوار ساحات الشرف أسد ميادين المواجهة، هيئة الدفاع ببسالة عن المظلومين، أيها التائهون على غير هدى في سراديب الغدر المظلمة، أيها الجواسيس البغضاء، أيتها الأجناس الحائرة أمام قوانين الطبيعة البشرية السوية، أسياد الصحف الصفراء، عبيد الأوراق الخضراء، باعة الضمير، مسوخ الشقاق والنفاق، أسواط الداعرين الساديين، لاعقي أحذية الذل، آكلي فضلات السلاطين، سفراء خبث الشياطين، أيها الحضور المكمم بألجمة القمع، تحية لكل منكم على مقاس نبله وشموخه وخنوعه ونفاقه و لؤمه و سواد قلبه وتلوث سجله، أما بعد:

سيادة القاضي وأنتم تنظرون في ملف مكيدة دنيئة تهدر ماء وجه العدالة، وتنتهك عرض القيم الدينية و القانونية، أحل ملفقوها لأنفسهم الظلم الذي حرم الله على نفسه، أقدم أمامكم نماذج قليلة من إنجازات نهج إصلاح فريد جسده المتهم الأول أمام  محكمتكم الموقرة، و اتـُّخذت عدالتكم أداة عقوبة تسكب التعزير في فناجين المصلحين من أمثاله، سيادة القاضي قبل الحكم على ولد عبد العزيز، حطموا بمطرقتكم صروح العشرية، حتى تعيدوها هباء منثورا في صفحات بحجم التعهدات الافتراضية و الإنجازات المجهرية، فدونكم الجامعة الجديدة و المطار الجديد و السوق الكبير الجديد ومستشفى القلب و مستشفى التخصصات الطبية في نواذيبوا ومستشفى الأمومة والطفولة ومستشفى الفيروسات ومستشفى الانكولوجيا و المستشفيات الكبرى التي ترصع جبين كل ولاية من ولايات الداخل.. 

سيادة القاضي قبل إعادة مطرقة محكمتكم إلى طاولتها فكوا مسامير الإنجازات العظيمة التي سقت المواطنين في العواصم والقرى و البلديات فإثم ولد عبد العزيز مياه هادرة في أنابيب مشروع اظهر ومشروع آفطوط الساحلي و شبكات إنارة مئات المدن و الطرق والقرى في البلد..

سيادة القاضي دكوا بمطرقة عدالتكم آلاف الكيلومترات من الطرق الاسفلتية الممتدة كوشم فرعوني على جفون الصحراء الوعرة، و أنزلوا ساريات الحرية المرفوعة على صوامع العشرية النقية الشامخة الأبية، وإذا أردتم سيادة القاضي دق آخر مسامير  التأبين في نعش القضاء الموريتاني فإدانة صاحب هذا النهج البهي كفيلة بتأمين قبر لعدالة بلدكم بين أجداث التاريخ الخالد.

#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر