هل ينجح خصوم ولد الداف فى تحييد ثانى أبرز أطر تيرس زمور؟

ثلاثاء, 15/08/2023 - 15:47

بنشاب : من المتوقع أن يعرض الرئيس السابق لمنطق انواذيبو الحرة، ورجل الشمال الصاعد فى عالم السياسة محمد ولد الداف على محكمة الفساد المنعقدة حاليا بنواكشوط،  بعدما تم الزج به غيابيا فى ملف العشرية، وأصدرت بحقه مذكرة توقيف دولية ، قرر لاحقا أن يواجه مصدريها طواعية بنواكشوط لمواجهة الاتهامات الموجهة إليه.

الرجل الذى قاد المنطقة الحرة بنواذيبو، والشركة الوطنية للطاقة لاحقا، وكان أحد رعاة التحول فى العلاقة الإقتصادية مع الجزائر وأسبانيا، وعزز الحركية بين المؤسسة المحاصرة إقليميا وبعض الشركاء الخارجيين (دول الخليج)، وجد نفسه فجأة، ضمن ملف التحقيق الذى قاده بعض نواب الجمعية الوطنية، وكان لاحقا الأساس الذى تحركت عليه شرطة الجرائم الإقتصادية والنيابة العامة بعد ذلك، ضمن مابات يعرف إعلاميا بملف العشرية.

لم يمنح ولد الداف قطعة أرضية واحدة مجانا لنفسه بنواذييو، أو لأي أحد من أصدقائه ولا للرئيس الذى عمل تحت حكومته (محمد ولد عبد العزيز) ، رغم أن القانون يمنحه ذلك (قانون المنطقة الحرة بنواذيبو الصادر 2013) ، ولم يتورط فى قضايا محاباة لبعض النافذين خلال فترة تسييره لقطاعات حيوية، ولم توجه إليه تهمة الإثراء غير المشروع، كما هو حال بعض المشمولين فى الملف ، لكنه لم يسلم من تهمة تبديد الأموال العمومية، بعدما أستصلح أراضى المنطقة الحرة، وأعاد ترتيب أوراق المناطق التى ظلت خاضعة لسيطرة رجال المال والأمن والوجهاء النافذين خلال العقود الماضية، قبل أن تستعيدها الدولة الموريتانية فى عهده بقوة القانون.

أعاد محمد ولد الداف للدولة هيبتها بنواذيبو، وللمنطقة الحرة أملاكها بشكل واضح، وتحول من مجرد إطار ينشد العيش خارج وطنه إلى  أحد أركان المنظومة السياسية بالشمال، ولكنه خلق لنفسه من العداوة مايكفي للزج به فى ملف الفساد المفتوح حاليا ، وهو ملف أجتهد البعض على أن يجعل منه محرقة لكل صاحب رأي، أو طموح ، أو تأثير داخل الدولة الموريتانية خلال السنوات الأخيرة.

لايشعر ولد الداف بكثير من القلق وهو داخل محبسه المفروض بقوة الإجراءات الطبيعية لأي محاكمة، لكن أنصاره ورفاقه يشعرون بقدر كبير من المرارة، بعد أن أجتمعت مصالح ثلة فى الداخل مع بعض قوى التأثير فى المحيط الإقليمي لتأديب رجل حمل هم الشمال بين أضلعه، وكان إلى جانب موثفه كرجل دولة يخطط ويعمل من أجل لملمة شمل المحيط وتجاوز الخلافات التقليدية، والمساهمة من موقع قوى فى مسار التمكين لدولة المؤسسات، دون أن يقبل المساومة على العديد من القضايا المبدئية، أو العلاقة الإجتماعية بالمحيط القريب داخل منظومة إقليمية أوراقها جد مختلطة وأوضاعها جد متوترة.