بنشاب : تلوح في الأفق ملامح التغيير في إفريقيا، والتغيير الهادف لا يكون إلا بالانقلاب العسكري، لأن المؤسسة العسكرية هي وحدها الضامنة للأمن والاستقرار، هذا لا يعني أن البديل قد يكون أفضل، كما أنه لا يمنع من أن يكون القادم أفضل خصوصا إذا أفرزته الأوضاع المتردية وسوء التسيير والرجوع بالبلاد لعقود مضت.
إنني أؤيد الانقلاب العسكري على رئيس النيجر المخلوع، ولا يهمني إن كان عربيا أو عجميا، إنما يهمني ماذا قدم للبلاد وللقارة الإفريقية غير الارتماء في أحضان الغرب والتعامل مع المنظمات الإرهابية كأذرع استهلاكية في المنطقة.
وبالمقابل، نجد القادمين شبابا يحملون بوادر التغيير ويشعرون بالمسؤولية التي عليها يحددون مواقفهم في الصراع الدولي مبتعدين عن فرنسا وأمريكا، لأنهم ذاقوا الأمرين في حضن هذا الحلف الاستعماري، فتخلي مالي عن اللغة الفرنسية وإبدالها بالعربية رسميا هو عقاب للمستعمر، وتخندقها مع محور الشرق بزعامة روسيا والصين هو عين الحكمة لمن أراد لبلاده فضاء للتعاون غير الاستعماري، ويتجلى الأمر بوضوح مع الأفكار الثورية التي يحملها الشاب النقيب ابراهيم اتراورى في بوركينافاسو على غرار أفكار توماس سانكارى، والروح التعاونية بعيدا عن الامبريالية الغربية بجميع أحلافها.
هذا من دواعي دعمي واعتزازي بالانقلاب في النيجر، ومما يدعم ذلك تلك الهبة الشعبية المناصرة التي حرقت فيها أعلام فرنسا وأمريكا ورفعت أعلام روسيا تعبيرا عن رفض الواقع الذي أوقه فيه الرئيس المخلوع بلاده.
الانقلاب سلاح ذو حدين، إذا قادرا على فرض السيطرة والإتيان بالجديد المفيد، فهو مرحب به، وإن كان صراعا سلطويا ومزاجا شخصيا، فهو نزوة مدمرة.
احمد و شاش