بنشاب : يعرف الشعب الموريتاني أيام احتفال قليلة في مسار حياته البائسة، احتفال بنجاح الأبناء في مسابقات التعليم، و سرعان ما تنطفئ فقاعة الغبطة تلك، في كبد سماء فسيحة من اليأس، وانتظار مستقبل لن يأتي أبدا، بعده يلتهم الموت بسمة الأمل العريضة، ويرمي المجهول البشع بأحلامه في جوف البطالة المظلم.
واحتفالات قبلية و جهوية دورية بنجاح المنتخبين، بعد احتدام قتال عنيف في مصارع الوهم، تخرج منها فرق التشجيع الشعبية بأقنعة الخيبة، وينتصر فيها العابرون على أكتاف المطحونين، ليبحروا بأشرعة مصالحهم الشخصية، نحو جزر الرفاهية المعزولة عن واقع البؤساء.
فكم من متفوق واصل مراحل دراسته بمثابرة وجد، ثم زرعه المصير على طرقات القنوط، في رفغ معاناة بحث سيزيفية عن لقمة عيشه، بين تلال التيه خارج وطنه، أو تلاطمت عليه أمواج الحيف داخله، ليكتشف بعد عمر طويل، كيف توهم نجاحه كل تلك الفترة، في رحم وطن يهوى إجهاض أحلام أبنائه.
وكم من جائع، مهمش، مريض، قانط، بذل الغالي والنفيس، في سبيل إنجاح منتخب، وعده فأخلفه، و مناه فكسره، و بعث فيه آمال العمر، ليشنقها مع آخر صندوق اقتراع يفرز؟!.
#بقوة_شعبها_موريتانيا_ستنتصر