وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ : (2)
بل أصبحت ظاهرة فريدة لم يُخلق مثلها في البلاد : معارضة لحكم سابق ؛ بل لشخص حكَم البلاد عقدا هو الأكثر تميّزا في تاريخها بدأه بحوار معهم وأشركهم في الحكومة التي كانت محرمة عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض ؛ وختمه بانتخابات لم يترشح لها احتراما لعهده وقسمِه ودستور البلاد وللعهد والقسم والدستور عنده مَعَان ؛ رغم مطالبات بالليل والنهار سرا وعلانية لا تحصى ولا تُعد رسمية وشعبية وحتى دولية وغير ذلك ؛ لكنه سلّم الحكم طوعا لمن اختاره الشعب ومِن نافلة القول أن الشعب اختاره لأنه ولأنه فقط دعمه هو فظنوا أنه امتداد لنهجه ؛ ولو أُجْريَ اليوم استطلاع للرأي لرأيتم العجب العجاب !!
وبعدها أصبح مدير الأمن شريفا وجنرالات الجيش معززين والمرأة الأولى مكرّمة ؛ فتبينَ أن ما يحز في نفوس ويغض مضاجع وينغص عيش هؤلاء ليس الفساد لا في إدارة الأمن ولا المرأة الأولى ولا الجنرال ولا حتى ( الرئيس ) الحالي ؛ ويَنعقُ بادي الرأي أنّ الأخير حفظ العهد للرئيس السابق حين أصيب وذهب للعلاج ولم ينقلب عليه وهو الذي لا يجرؤ على تهنئة شعبه بحلول شهر مضان أوفِي الأعياد ؛ بل يكتفي ببيان مكتوب له ؛ وحتى في زيارة رسمية لعاصمة أكبر ولاية من ناحية كثافة السكان وهو رئيس الجمهورية لا يخصص له القائمون على فعاليات الزيارة وقتا للكلام ، وقد اعترف بذلك بل أعلنه بالحرف ؛ وما لا يدركونه أن الانقلابات لها رجالها ! لكن عين الرضى عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساوئا ؛ والرئيس الحالي يعلم أكثر من غيره أنه لولا الرئيس السابق لما فكّر أصلا حتى في رئاسة بلدية بومديد ؛ فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم !!
ولكم في ردود الأفعال على أحداث هي غيض من فيض ؛ أمثلة غريبة لحاجات في نفوس يَعاقيب :
.. يتواصل ...