تزوير الانتخابات اعادة لترتيب الاغلبية و خلق معارضة مريحة ..

ثلاثاء, 16/05/2023 - 09:32

بنشاب : بدات عملية الاقتراع في وقت مبكر من يوم امس و تعطلت في بعض المكاتب و تاخرت في اخرى مما اثار الكثير من الجدل صاحب العملية التي كانت فوضوية بكل المقاييس و لا يمكن وصف تفاصيلها بشكل اكثر دقة من ان نقول انها مسرحية هزلية سيئة الاخراج .

مكاتب بها نقص في بطاقات التصويت التي كلفت ملايين الدولارات و مكاتب ظلت موصدة الابواب حتى منتصف النهار بدون مبرر و مواطنون راو باعينهم آخرين يصوتون ببطاقات تعريف لا تخصهم .

و لم تخلوا مكاتب التصويت من التزوير الفاضح و الخروقات التي لا يمكن السكوت عنها و تكلم عنها الجميع .

تواصل كان اول المنددين بهذه الخروقات متهما حزب الانصاف باستخدام وسائل الدولة و معتبرا ما يجري بالمسرحية الرديئة .

و لكن هناك راي يقول ان تنديد الاخوان ربما لجعل الراي العام يركز على حزب الانصاف الذي يبدوا انه ليس محل تركيز الجهد الرسمي وحده بالرغم من دعم الدولة لقدر لاباس به من خياراته و ليس كلها.

الدليل على ذلك ان جل الاماكن التي تاكد حدوث تزوير فيها تقدم فيها كل من حزب الاصلاح المحسوب على ولد الغزواني و الممول من طرفه و يرأسه ابن عمه مباشرة كما ان بعض تلك الدوائر المشبوهة تقدم فيها حزب تواصل المدعوم من طرف وزير الداخلية و يرأسه شقيق المقاول الرسمي لولد الغزواني و المحسوب جهويا على نفس حيزه الجغلرافي .

ما يريده النظام اصبح واضحا و هو ان يخدم بعملية التزوير خلق خارطة سياسية يحفظ بها تكتل احزاب الاغلبية تحت قوة الانصاف و الاصلاح و من يلتحق بهم من احزاب الاغلبية الاخرى الاقل شانا و ليصل ايضا الى معارضة تدار من الداخلية بقيادة تواصل تشغل منطقة وسطا اكثر تقبلا له و عداء لمعارضيه .

و ليكون العمل اكثر حبكا و لتفريغ مشروع المعارضة الحرة من محتواه تم العمل على مرحلتين :

الاولى اخراج ولد عبد العزيز من المشهد لتعطيل روح العمل السياسي لحزب الرباط و التمكن من فك ارتباطه بغيره من الكتل التي عمل و لد عبد العزيز ان تكون مرتبطة بمشروعه و ان اختلفت في الطرح .

لذلك حزب الرباط دخل المعركة منزوع السلاح لان روح حراكه لم تكن اكثر من حرية ولد عبد العزيز .

ثانيا : التركيز في التزوير على المناطق التي يمكن لبرام ان يحصد فيها نتائج كبيرة ليس من اجل اقصائه بشكل نهائي و لكن من اجل تقليم اظاهره و تاخيره في الترتيب لاتاحة الفرصة لقيادة تواصل للمعارضة .

و لكن الحقيقة المرة و ما لم يحسب النظام حسابه هو ان الراي العام لم يعد يتقبل استمرارية النمط السياسي السائد كما ان هذ التزوير الفج سيفرض اعادة تشكل و ترتيب الرفض السياسي ربما بعيدا عن الاحزاب التي اصبحت حبسا للراي العام و حبيسة لقوانين الداخلية الضيقة لذلك قد يكون الرفض القادم اكثر فوضوية و اعمق تاثير .