بنشاب : ــ لا طاقة للموريتاني العادي، ولا صبر له اليوم، على هذه الأزمة الاجتماعية الحادة، والفجوة المَهُولة بين الدخل المتوسط وأسعار السلع والخدمات. وقد عبرتْ إحدى أمهات الأسر الموريتانية عن ذلك تعبيرا بليغا مؤثرا!
ــ إن الحكومة غائبة وفاسدة، ولا علاقة لها بهذا الواقع المرير الذي يقاسيه عامة الموريتانيين.
ــ يبدو أن النظام السياسي القائم قال كلمته! قالها في الإصلاح، وفي التغيير، وفي معيشة الناس، وفي جميع الأمور الكبرى والمصيرية. وأوضحُ كلمة قال هذا النظام هي كلمته في الفساد، حيث قال: يا أيها الموريتانيون، من أراد منكم الإثراء، فما عليه إلا أن ينهب مال الشعب، وأنا سأحاسبه بالرتب العليا والثقة التامة.
ــ الحلول الحقيقية لمشاكل البلد ليست كثيرة، لكنها موجودة، بل قريبة، وتتلخص في شيء واحد، هو مغادرة النظام المسؤول عنها واستبدال بنظام مصلح ومستعد للإصلاح.
ــ ماذا أضافت المدرسة الجمهورية للثلاثية الكلاسيكية التي يقوم عليها أي تعليم في العالم، وهي: المعلِم، والمتعلِم، والمتعلَم؟ ولماذا أخرنا افتتاحها إلى هذه السنة، مادام الأمر لا يتطلب دراسات معمقة، أو وسائل خاصة، أو تشاورا جديا مع الشركاء المحليين والدوليين؟
ــ الحق أن الإصلاح التعليمي خاضع عندنا للارتجال؛ مثله في ذلك مثل الإصلاح السياسي والحوار الوطني، والإصلاح الزراعي، وما يسمونه آلية تموين السوق وغيرها كثير.
ــ إن النظام، كما رأيتم جميعا، عجَّل الانتخابات عن وقتها القانوني، إلهاءً للموريتانيين عن الأزمة المعيشية التي يتخبط فيها البلد، ومن أجل التستر على حصيلته يالصفرية.
ــ لقد بدأ النظام حملته الانتخابية قبل وقتها بعدة أشهر، وفي موسم الأمطار والحر الذي هو حجتهم الوحيدة لتعجيل الانتخابات!
ــ رغم خطورة الوضع، وتشتت قوى التغيير، وعدم الثقة في نزاهة الانتخابات وحرية المشاركة فيها، إلا أن ذلك لن يمنعنا من أداء واجبنا في إنارة الشعب الموريتاني، والبحث معه عن أنجع الطرق لهزيمة النظام، وتوظيف هذا السخط الشعبي والنخبوي، ورغبة المجتمع في التغيير.
ــ لا بد أيضا من السؤال عن الآفاق الحقيقية لهذا الطريق المظلم الذي تسلكه المعارضة وقوى التغيير؟ ولماذا تكون وزارة الداخلية هي الجهة الوحيدة التي تنسق اليوم بين أحزاب المعارضة؟
ــ لماذا نقابل رسائل التغيير الجامعة المانعة التي يرسلها لنا المجتمع برسائل مشتتة وثانوية؟
ــ الحل الوحيد المتاح لقوى التغيير بخصوص هذه الانتخابات هو التوحد في جبهة كبرى وخطاب وطني موحد، وزخم جديد، من أجل تعبئة المجتمع وفرض مستوى معين من حرية الانتخابات ونزاهتها، ولتوظيف هذا السخط الشعبي والنخبوي العام وتحويله إلى نتائج سياسية ومكتسبات وطنية...
كان ذلكم ملخصا للكلمة المرفقة، والتي افتتحت بها حلقة نقاشية بعنوان: "فرص التغيير في انتخابات 2023"، دعوت لها مجموعة من الساسة وأهل الرأي والشباب المعارضين، يوم 23 أكتوبر 2022، أياما قليلة قبل تسمية أعضاء اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات، وبعد توقيع الاتفاق المشهور بين وزارة الداخلية والأحزاب السياسية المرخصة.
ومن أجل احتضان هذه الحلقة، لجأنا إلى منتدى المنظمات الوطنية لحقوق الإنسان (فوناد)، مشكورا، بعدما تعذر الترخيص لتجمع شعبي بدار الشباب أو غيرها.