يا ناطحين شُموخَ عِزٍّ قد علا @ وسما برَبْعِ المَجْدِ طُرٍّا واعْتَلى
لا تَمْتَطوا مَوْجَ الوِشَايَةِ هَكَذا @ فالحُرُّ يَأْبَى أَنْ - بِقَدْحٍ - يُرْسَلاَ
قَدْ يَحْمِلُ الأحْقادَ مَنْ رَامَ الخَنَا @ والنفسُ آمِرةٌ هواها إنْ خَلاَ
لا تَنْتَعِشْ يا نافِخاً مِنْ كِيرِه @ فالحَرْبُ بالأفْكَارِ أرْقى مَوْئِلَا
جَرِّدْ حسامَكَ، فالسِّجَالُ مراتِبٌ @ واسْبِلْ لِقِيلِكَ ناصِحًا مُسْتَحْمِلَا
يَغْتَالُنِي سَقَمُ الفُؤَادِ تَأَسُّفًا @ لَمَّا رَأَيْتُ سَفَاهَ خُلْقٍ جَلْجَلَا
قَدْ كَانَ بِي مِمَّا كَسَبْتُمْ مَوْبِقًا @ فَعَزِيزَةٌ أسْمى وأرْقى مَنْزِلَا
مِنْ مَحْتَدِ الأشْرافِ مِنْ آلٍ لَهُ @ شَهِدَ الوَرَى مَنْ كانَ عَنْ ذَا سَائِلَا
سَلْ تِيرِسًا إِنْ شِئْتَ واسْلُكْ وَعْثَها @واطْوِ المَسارِبَ صَعبُها قدْ ذُلِّلَا
نَهْجُ المَعَارِفِ هاهُنا مِنْ فَيْضِهِ @ أَرْبَى بِهِ شَنْقِيطُ مَا قَدْ حَصَّلَا
شُمُّ الأُنُوفِ على طِرازٍ يُحْتَذَى @ إِنْ تَلْقَهُمْ لُقِّيتَ جُودًا مُجْزَلَا
وَمِنَ اْلكِرَامِ عَزِيزَةٌ، أَكْرِمْ بِهَا @ أَكْرٍمْ بِهَا أَصْلًا وفَرْعًا مُؤْثَلاَ
فازَتْ عَلَى أَتْرَابِها مُذْ أَطْرَقَتْ @وَحْيَ الحُرُوفِ مُفَصَّلًا أوْ مُجْمَلَا
فالصِّدْقُ شِيمَتُها إذا ما حَدَّثَتْ @ والحَقُّ فَارُوقٌ لِمَا قَدْ أَشْكَلَا
هَذِي عَزِيزَتُنَا فَعُذْرًا إِنْ وَشَى @ بِالإِفْكِ وَاشٍ عَامِدًا أوْ جَاهِلَا