بنشاب : كتب صديق موريتانيا : الإعلامي محمد العرب....
دوما استنهض البداوة في داخلي
لعلها تمنحني القوة لتحمل هذا العالم المتمدن الخالي من القيم
خيمة وجمل وصحراء وشبوب النار وصوت الربابة وقوافي الشعر الحساني وصوت المعلومة بنت الميداح مع آردين
الثقافة الحسانية في الشعر المغنى ليست مجرَّد عزف وغناء، بل ذاكرة لأيام الحرب والسلام، وتاريخ مليء بالفرح والطرب والدم والحب والخيبة والنصر والانكسار، فهذه الموسيقى الكتابة العملية قديماً، وما زالت غير مكتوبة إلى اليوم، وكل المتوافر عنها حكايات شفوية متوارَثة وبعضها متواتر.
لست وحدي من وقعت في غرام شنقيط
فالرسام والنحات الفرنسي تيودور مانويل زار موريتانيا سنة 1937 وحين وصوله الى مدخل بيت ترجيت ضمن قافلة فرنسية على الجمال، استقبلوهم بحفاوة بالتمر واللبن كتعبير تقليدي عن الضيافة العربية الاصيلة .
وقد لفت نظر الرسام والنحات الفرنسي ، جمال وقوام فتاة لم تكمل عقدها الثاني ، فطلب منها الوقوف لحظات وهي حاملة قدح اللبن، حيث اخرج صفيحة ورسم عليها صورة زينب منت سدين بشكل سريع وبدقة متناهية ، وعند عودته الى باريس قرر صنع تمثال لهذه الفتاة في قلب العاصمة الفرنسية ، مطلقاً عليه اسم La Mauritanienne او الموريتانية ، وهذا التمثال الذي لايزال الزائر الى هذه العاصمة يشاهده وينبهر بجمال صاحبته وتميز زيها وزينتها التقليدية التي ابرزها هذا النحات.