بنشاب : وزيرة تقول لساكنة آدرار: عشتم عشرا عجافا، تبعتها ثلاث من الخير والإنصاف!...
لن أرد عليها، فيكفي ما تداولته المواقع في الرد عليها وخصوصا ما كتبته إحدى الصادقات الحرائر اخديجه عبدو الشيخ، لكني أقول:
إن هذا النظام وقع في ورطة حقيقية، فأصبح معيار الكفاءة والمهنية لديه ولدى الموظفين، هو أن تقول سوء عن العشرية ولو كذبا، وإن قلت ولو صادقا غير ذلك عزلت وحوربت، وقد تنبه المتملقون لذلك، فأحسنوا الأداء، وتنادوا ينسجون من وحي الخيال ما طاب لهم ...
لا يهم أن تكون وزيرا كيذبانا، ولا رئيس محكمة كذوبا، ولا صحفيا كذابا، أغمض عينيك أيها المواطن، واصكك سمعك، لتصدق هؤلاء في إفكهم، فهم يعزفون على وتر ضعف الذاكرة، وتأجيج الحمية، واستعطاف الجهوية والقبلية، واستحداث الآليات التي تغذي هذه المشاعر المريضة ...
نخبتنا نخبة ذكية، تفهم سريعا وتستجيب سريعا، فلم تلبث في مدرسة صناعة الكذب والخداع مدة طويلة، فراحت تزاول دروسها وتوجيهاتها بكل انسجام وطواعية ...
انهارت القيم والأخلاق في سلطتنا العليا، فبدل توجيهها ونصحها وإرجاعها لرشدها، تهافتوا للانهيار معها، كأنهم صحف بيضاء كانت تنتظر من يملأ فراغها ...
الوزراء في سباق لكسب رهان: أيهم أكذب وعلى أمواج الأثير...
وأيهم أفسد وأيهم أفشل ...
لذا، نجد حجم الانجازات المتضائل، وفشل المشاريع المتنامي ...
وأنى لنا أن نجد ذلك في جو كهذا؟
هكذا آلت بنا الأيام إلى واقع من اهيار القيم والأخلاق لا نحسد عليه ...