بنشاب : لا مكان في دولة فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني، إلا للأذلاء الخاضعين، الخانعين، الناكرين للجميل والجميع إلا رمزيته المفروضة بقوانين التأليه!
فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني الذي بث في الشعب منادين: "أنا رمزكم الأعلى"، نجح في تهدئته السياسية عبر فرض رأيه و حزبه، بالقوة و مصادرة آراء غيره و حرياتهم، في نهج غريب، ظاهره عهد أخلاق و باطنه يحث على قطع الأرحام، و نكران الجميل، وخلع الأفراد لجلودهم الأخلاقية و المعنوية والاجتماعية!
حتى صار التحفظ الوظيفي لجام من ذل ينقاد له العاملون في الدولة وراء أطباق أرزاقهم، يُهددون بقطعه كلما مارسوا طقوسهم الاجتماعية مع شخص خارج دائرة الموالين للنظام، والالتزام الحزبي، حبل من مسد يُكبل شعبا بكامله، حتى الذين لم ينتسبوا يوما للأحزاب و لم يبدوا اهتماما بممارسة السياسة، مكتفين بهامش تطوير وسطهم الاجتماعي!
إن مركز عجز هذا النظام هو البصمة الانتقامية التي مصدرها حقد شخصي دفين، على شخص فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز، و ظاهرة عزيزو_فوبيا المسيطرة على قادته، ما يدفعهم بتهور إلى ارتكاب حماقات سياسية وأخلاقية بمجرد تعلق الأمر بأبسط إبداء لتقدير الرجل، وفي المقابل يكون من أهم شروط الولاء لهم، الإساءة له بأبشع الطرق و قطع كل أنواع العلاقات به، بما في ذلك علاقات القرابة و المودة، تجسدت هذه الحالة في عشرات الحالات التي تعرض خلالها بعض الأحرار للظلم و الاستهداف و الإقالة والسجن و قطع الرزق، بمجرد وقوفهم عند حدود المروءة و الأخلاق و عدم خضوعهم لإملاءات العار و الذل و الإنحدار، فمن يقف على جبل من ذهب لن يخضعه الطمع في ناب نحاسية تلمع في فم قرصان.
ومن أراد اكتشاف درجة الضعف التي وصلها هذا النظام العاجز، يلاحظ كيف تهتز دولة كاملة متداعية إلى قاع الإنتقام، لمجرد حضور رئيس سابق لملتقى ثقافي في ولايته، لينعقد مجلس الوزراء في جلسة غير اعتيادية سابقة ليومها الأسبوعي المعتاد بهدف إقالة مدير من منصبه بسبب إرساله دعوة للرئيس السابق لحضور نشاط اجتماعي ثقافي، هدفه إحياء روابط القرابة و تقوية أواصر الود بين سكان المنطقة وملاكها الأصليين! لكن جريمة المدير المهندس الشهم القائد بالفطرة والجينات محمد ولد أبات و لد الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ محمد المامي، هي استقباله بحفاوة لضيفه الرئيس السابق! ففي ذلك إجحاف في حق النظام و "رمزه الأعلى"!