بنشاب : كما ادعت بعض الشخصيات المعارضة السابقة خلال العشرية، بأنها اطلعت على وثائق سرية تثبت استحواذ الرئيس السابق على أموال وثروات الشعب و بأن السفارات الأجنبية في البلد أعدت تقارير سرية لبلدانها، و منظماتها الدولية عن هذا الوضع الخطير، أتت جوقة التزلف و التلفيق بزور الافك كما قال الذين من قبلهم، تشابهت قلوبهم، و عجزوا في النهاية عن تقديم الأدلة لشعب يفقه تحايلهم و يوقن بكذب تدليسهم.
أظهر سراب التهدئة السياسية و أكذوبة الاجماع الوطني، هشاشة قناع الوطنية، و أذاب الواقع المرير، شمع التطبع، فظهرت تضاريس الطباع المستترة، تنبش عنها فرشاة المصالح الشخصية و التعيينات القبلية.
فأحاطت بالجرف جيوش مرتزقة الجهوية و القبلية يحمل كل نفر على ظهره حقيبة نهب وتبذير، يشبعها من كنوز البلد بعد جوع السنين، وكما في المثل الشعبي: لو قتلهم الجوع لكان خيرا للبلد و لتاريخهم المزيف من تسلقهم اليوم أسوار السرقة و جنيهم غنائم الغدر و العار، و هم يمدون في الشعب الجائع السنتهم لغيظه وسيوفهم لإرهابه وإسكاته…
كَمْ أَلف دبّابةٍ والجُندُ تَقْدُمُها
صَفّاً من النَملِ يحمي صَفَّ أفيالِ
كَأنّها كلّما صَرَّتْ جَنازِرُها
والغاز يَحجُبُها أسرابُ أغوالِ
عّرَّفَها الناسُ ما أحجامُ أرجُلِهِمْ
لمّا عَلَوْها جَهاراً في الضُحى العالي
لم يعد المواطن يلفت انتباهه تسريب تلك الوثيقة و لا توقف ذلك المشروع بعد نهب تمويله، و لم يعد ضوء طموحه يمتد لأبعد من توفير خبزه اليومي و هو العاجز عن اللحاق بمظلة الإقلاع المحلقة بالأسعار و المتخذة من " الهيدروجين الأخضر" أو الياقوت الأحمر شرطا مستحيلا للهبوط، و تستمر انشوطة الوهم بدحرجة مستقبل بلد كامل، بحاضره و ماضيه و مستقبله الغائم الغائر، فيما تلاحق مصيدة التنكيل و التكميم كل حر نطق بالحق، و ثار غضبه في وجه عاصفة التدمير الممنهج و الظلم المتعمد، لكن إن سكت البعض زاد ذلك حناجر البعض الآخر صلابة و قوة…
نحنُ الذينَ مشينا للجيوش وقد
مَشَتْ لنا مَشْيَ أهوالٍ لأهوالِ
بلا سلاحِ سوى حبرٍ على ورقٍ
ولا دُروعٍ سوى خَلٍّ على شالِ
يَرمي الفتى نفسهُ فوقَ الجنودِ بما
في الصَدرِ من كَرَمٍ مُحْيٍ وقَتَّالِ
و هذا الزهو و الغرور و الدوس على كرامتنا كشعب، و استهداف رموزنا و أبنائنا البناة الشجعان، و تصفية أصوات الأحرار قنصا في الساحات العامة كخونة للوطن، سيحك فانوس صبر الشعب على مهل، و يخرج مارد الدمار على غفلة، سنكون أول ضحاياه فنحن مسرح اللدغة و الضربة..
هذي الميادينُ فيما بيننا حَكم
وسوفَ يدري الأعادي أيُّنا الجالي
…….
قد يلحقُ الذُلُّ غَلّاباً بلا شَرَفٍ
والنصرُ يُهدى لمغلوبينَ أبطالِ