بنشاب : فخامة الرئيس إن زيارتك لكيهيدي الغارقة في وحل التهميش و الغبن منذ قرون، خطوة نثمنها ونجلها و نشحنها بآمالنا المشنوقة كشعب لا يمل ولا يقنط كالعادة، رغم سلك حكامه _ غالبا _ لمسارات معاكسة لمصلحته.
سنشكرك كذلك استجابة لصدقنا في نصحك، وحبنا الدائم لوطننا، وفصلنا السعي في خدمة مصلحة البلد عن أشخاص حكامه، فأنت _كغيرك_ مجرد بالنسبة لنا من كل دروعك الاجتماعية وحصاناتك التقليدية، وذلك طيلة تقلدك لمسؤولية تسيير شأننا العام، لذا تجدنا نلقم كلابك المسعورة حجار التحقير و نحيط جلاديك الساديين بنسور التحدي والإخساس و التوضيع، و لا يجدون لدينا غير البصق على نواصيهم الشيطانية.
وكثيرا ما صرخ الأحرار في وجهك مطالبين بنزولك من قصرك الرمادي، و مواجهتك لمشاكل شعبك، دون حواجز المتملقين و مرايا المضللين، ما يجعلنا نشكرهم على التأثير في مسار تعاطيك مع الأمور، إن لم يكن أملنا هذه المرة كذلك في غير محله، كما أثبتت لنا طريقة تسييرك لما مضى من مأموريتك المسيجة بالفشل و العجز، لكننا كما تعلم شعب لا يقنط و لا يتعلم من سقطاته.
ما ينقصك هو خلع نظارة التضليل باهظة الثمن تلك عن عينيك، و حين تبحلق في حلقة الواقع سترى عيون شعبك البائس و جبين العار يتصبب عرقا في حلق الخيبة..
سترى الخراب الذي حل بالدولة إثر فيضانات الفساد التي أطلقت عبر قنوات النقيصة التي وليتها على موارد الشعب وثرواته..
سترى يا صاحب الفخامة عمق فخ الشقاق الذي أوقعتك فيه بطانتك المتنكرة لسلفك الغادرة بك لا محالة..
اخلع النظارة السوداء ترى ألسنة السخط الشعبي تلتهم ما كونت من مخزون انتخابي أيام انتخابك، واحذر الاعتماد على توقيت ساعة معصمك الفاخرة، لتكن عينك دائما على ساعة الصفر فهي أعتى وأمر على من يتعمد تجاهل أصوات ضرب الصحون الفارغة على حافة قارعة الطريق.
Aziza Barnaoui