الحكاية.....

سبت, 20/08/2022 - 08:34

صحى الزمن من نومه الثقيل في إحدى ليالي مده المقمرة، فوجد جوقة محاربة النظام الحالي للفساد، المنحصرة في تصفية واستهداف رئيسه السابق محمد ولد عبد العزيز، فتذكر  إحدى فضائح الرئيس السابق فحكى: 

كان أحد الأصدقاء الكثر لولد عبد العزيز يشغل مركزا مهما، في فترة حكم الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، وكان صديقه ذلك أحد سكان كهف حمايته، ورغم لبسه لجلد الحمل الخائف من أنياب شتى فصائل المواجهة، ظل عنفوان غريزة الافتراس يفور ويثور  _في صمت_ تحت جلده  المرتجف، حتى سول له  طمعه الانقضاض على صهاريج بنزين الآليات التابعة له، فصار يحول البنزين من الصهاريج الرسمية إلى أخرى شخصية ، و يبثها في المدينة تسقي محطات البنزين التجارية، ليقبض ثمنها في جيبه الخاص! 

وصل الخبر عبر إحدى آذان جدران المكاتب إلى الرئيس السابق معاوية ولد سيد أحمد الطايع  فغضب غضبا شديدا، واستدعى ولد عبد العزيز  الذي كان يعمل معه حينها في الرئاسة،  و أخذ يسأله عن صديقه و يروي له  فداحة جرمه متوعدا إياه بعقوبة تهز كيان أشجع الرجال.. عندها صمت ولد عبد العزيز للحظة متصورا دوي ضربات قلب صديقه الخائف من ظله، و تذكر وداعة طرقه بعينيه يوم دخوله تحت جناحه طالبا الحماية، قبل أعوام قريبة آنذاك،  فأخذ يدافع عنه و يبرر جريمة سرقته الفادحة، طالبا من ولد الطايع شمله بعفوه، متعهدا له على مسؤوليته بعدم تكرار تلك  الجريمة، وبعد الكثير من الجهد استجاب ولد الطايع لنداء ولد عبد العزيز، فمرر النسيان لسانه على بقايا الواقعة و ابتلعها في ظلام جوفه الكالح، منتظرا اغتسال الأصدقاء _بعد معترك طويل _عن طلاء التصنع في بحيرة الزمن ذات المياه السحرية الكاشفة، ليخرج كل  منهم باللون الأصلي لمعدنه الحقيقي… 

تلك الحادثة تنبش عن  جذور عميقة لفساد الرئيس السابق خلال عقود زمنية غابرة و هي فرصة للنظام الحالي  لإدانة الرجل و أصدقائه الفاسدين في قضية سرقة بالنسبة للصديق حفظه الله و التستر عليها بالنسبة للرئيس السابق شفاه الله.