مبدئيا، لأكون مُسْلمة مُلتزمة بتعاليم عقيدتي لستُ مُحتاجة لفتاوي الددو ولا لتعقيبات ولد الشاه، لا أتابعها ولا تبهرني، ولا أظن المسلم سيزداد شقاء ولا جهلا ولا فتنة في دينه إن استيقظ يوما ووجدهما قد اختفيا من على سطح الأرض.
نعاني عجزا في أصناف القوى البشرية الحيوية، من الطبيب للشرطي للمهندس، بينما نَعرف تُخمة غير مسبوقة في الفقهاء وأكثرهم علما أكثرهم حفظا رواية لا دراية،.. ومع ذلك نحن أكثر شعوب الأرض كذبا ونفاقا وبُعدا من الله في العهود والمعاملات وتفاصيل الحياة.. وقد ارتبنا في ديننا و شُكِّكنا في دنيانا من لعبة ليَّ الذراع والـمَنظرة بين الفهقاء بالفتوى ونقيضها.
آثر صاحب الصورة المرفقة الاحتطاب الرخيص بالولغ في عرض الشاه، بدل ترجيح أو نسف قول الددو أو تعقيب الشاه على "نازلة الربا".
صاحب الصورة كما يُعلن، من كلية القانون، اختار ببذاءة كلمات عاهرة وصف فيها الشاه بأنه «سكِّير»، وبأنه « الذي لم يَرضع الفقه من أصوله»، فالمفترض أن ثدي أم المسبوب لا يليق بإدرار العلم،.. وقال إنه ليس من «معشر ورث العلم كابرا عن كابر»، ولم «يُسخِّر زهرة شبابه وأيامه ولياليه لدراسته وتدريسه».
ليس في الأمر جديد،.. هو نفس موَّال تسفيه الشاه والتشكيك في بنائه العلمي، ورفع البطاقة الحمراء في وجه تَفـقُّهه لأسباب أصبحت معلومة من العامة،.. لكن محمد فال لمرابط ذهب أبعد من صيغة التبخيس المعتاد للشاه، حين أردف بصيغة الجمع: «اخسؤوا لا أبا لأبيكم».. الخاتمة التائهة عن نفسها، تجاوزت "الفقيه" إلى آبائه، وهو ابتداع للتشهير بما معناه «اخسؤوا يا أبناء الزّنا».
الأكيد أن محمد فال هذا، من فئة في هذا البلد "مَزالتْ مِغْمي اعْليها"، تعيش خارج الزمن، تعبد أصنام أوهام لها بالتفوق والتميز الوراثي، باستعلاء صنعته من فضلات ماضٍ حمَّلته بخطايا الذُّل وخطيئات تمريغ الكبرياء،.. فئة داست شوكة الدواهي على عزة النفس فيها فاستلتها، وزرعت مكانها نزعة للتتفيه والتلفيق، يُلاحقها ضلال تليد بحقها المطلق في احتكار علم عام، أُشبع تمحيصًا منذ قرون خلت، ولم يعد فيه من سِرٍّ سوى أنه يمثل قيمة وجود تلك الفئة في المجتمع، وأنه رديف وَهْم تميّزها المظنون.. ولذا تسيِّجه بالنار والصاق العار..
هل يرضى الددو بإلباسه العصمة من أشياعه الذين رمَّزوه لدوافع سياسية معروفة، وقدّسوه لدرجة إباحة شتم الآخرين وقذفهم شرعا وعلنا "بزنا" أسلافهم إنْ هم "تطاولوا" وجادلوه بحجج عقلية ونقلية في ما أخَذَ من علم من بطون كتب أصبحت تنوء بها بسطات الأرصفة في العراء، وهي الأقل رواجا لكثرتها وتناقضها، حاله حال غيره؟.. هل المجادلة أو المساجلة أو المطارحة أو المناظرة سابقة في شرع المستقدَمين من علمائنا أو المستأخرين من علماء غيرنا؟ أليست ظاهرة صحية؟.. وهل كانت يوما تُشرِّع المهاترة الوقحة من الأتباع؟، .. هل تُحصِّن الددو سلسلته القبلية أو الأسرية من حقِّ غيره في الاعتراض على آرائه الفقهية في مسائل تَمسُّ حياة عامة المسلمين وليس خاصتهم من أهل الددو أو أهل عدود أو المنتصرين لهم من الزوايا المتعصبين "الْشِي امرگلهم ليد واتحاظرت فيه الناس قاطبة إلى فيهْ، كيفت اصنادره وكيفت ذ كامل"،.. لم يعد تصنيف الولادة قَدَرٌ أبَديٌّ.. (ضابط امْرابط، فقيه إگيو، هذا حد إوسعلو لخلاگْ)..
وعليه، هل الفقيه رتبة علمية، أم رتبة اجتماعية أسرية محتكرة بتاريخ الانتماء؟ هل الناس مجبرة على الانقسام بين سلفٍ صالح مقدّس بالإثبات العائلي، وسلف طالح منجّس بالافتراض التاريخي، لجهلٍ به أو حقدٍ غير دابرٍ عليه، أو لتصفية مُعاصرة لحسابات بنود حرب غابرة.
أكره تعقُّب خُطى الكلمات الكسيحة، أو تعقّب آثار طرائد الإساءة الشاردة، وما أكثرها، فقد غدا أصحابها بعدد القردة في الهند وبتنوع ملامحها القبيحة.
لم يعد غريبا أنَّه كلما اتّقَد خلافٌ عبثي حول نقاش مسألة أيّ مسألة!، تنفلت الضوابط الأخلاقية، لتكون فرصة جيدة لأن يطل زنيم بعقلٍ رديمٍ من هُوّة الأمس المُظلم، يكرر أهزوجة متهابطة مُسيئة، يشتم الآخرين مرّة برسم الاسترزاق، ومرة باسم تصوّرات خالصة لوجه التضليل والضَّلال البعيد، رضعها قيحا من أدران أسلافه التّعساء في حقبة الفجاج السائبة،.. ولا غريب أن يبدو الشاتم في صورة يساريّ مهذار أو شيخ تنوير ملتح على قلب متفحِّم، أو صورة شيطان رجيم قُدَّت ملامحه من بُوم نَجس.. فرواسب الوهم سيئة الأصداء المتقوقعة في أدمغة البعض أقوى من كل تنوير عُرِّضت له مجازًا في المدارس الحديثة.
تذكروا أنَّ الشاه قد صفَّقَه أنصار الدّدو يوم تناول "ابراهيمية ابن عمه ولد بيّه" بما يُرضيهم..ونصَّبوه فقيها لساعات لا أكثر.
سأذكِّرُكم أيضا أنَّ الشاه تلميذكم، حفظ بتميُّز وسليقة نفس أطنان المتون المُجمَّدة التِّي توارثتم في حرص وهوس، وها هو يُسقطها على النوازل مثلكم تماما،.. هذا الشاه له كذلك نصيب من فتوَّتكم فهو شاعر، وامغني، ومَشعور، ومتنسوي، وولد الناس المعلومه بتصنيف بعض الناس.. وربما زاد عليكم بأنه متگرح بالفرنسية ومصگول، ومتمدن بالتراكم، وأمضى عمره يكسب قوته بعرق حبينه، لا ينتظر هدية ولا أعطية ولا صدقة.. وربما عاكسكم في أنه شفَّاف الدَّخيلة والخليقة، يبثُّ شطحاته وآرائه في الآخر علنًا بالصَّوت والصورة.. وبأنه يشغِّلُ مادته الرمادية من حين لآخر، وليس دائما، فهو كما قلتُ تلميذكم النجيب وعليه أن يكون مُنغلقا، جامد التفكير من المرات،..
فماذا يمنعكم إذن من قبوله بينكم؟،
مجرد سؤوال!
سيقول قائل منكم تُدافعينَ عن الشاه لأنه ولأنَّ،.. سأقول صفحتي مليئة بالدفاع عن غير الشاه، عن الددو ولد بيه ولد سيدي يحيى وأحمد للنيني ولد عبد البركه.
ختامه أقول لدارس القانون المدعو "محمد فال لمرابط" بخصوص ذلك السَّب العام الذي يتجاوز الشاه إلى نعت أسلافه "بأبناء الزنا" متبوعة "بهزلت" : بأنها هزلت حگ!،.. هزلت گاع ألا لكنت تعرف.
أتمنى على الشاه أن يرفع على المعني قضية قدح في عرض وعفّة جدَّته ،.. امعني طايبه أخلاگي أنو ماهو لاهي إعدَّلها، شنهي فايدتها، اشبينها هيَّ وذلِّي فات اسبگها كامل من السَّب والقدح.
تحياتي
الدهماء ريم