السجن آخر صولات الجبناء و ذروة هضاب الشجعان...

أربعاء, 22/06/2022 - 16:47

بنشاب : قبل عام كتبت الماجدة و صاحبة القلم الذهبي عزيزة البرناوي :

{قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ} 
صدق الله العظيم 

ليس في السجن عار، فهو محطة من محطات العزة و تجلي للوقوف على صخرة الصمود، وقد كان عبر التاريخ  آخر صولات الجبناء، و ذروة هضاب الشجعان، يصلونها برؤوس مرفوعة و سواعد مفتولة مقيدة بالكبرياء والرفض. 

ليس في السجن عار بالنسبة لمن اتخذ إجراءه ضده لمصادرة رأيه، خاصة إذا كان الرئيس الوحيد الذي فتح منابر الرأي أمام الجميع، ولم يدنس حكمه بعار التكميم و كبت الحريات، إنه الشرف بعينه لو كانوا يعلمون.. 

ليس في السجن عار لمن يتنقل حرا مرفوع الهامة في أذهان شعبه و قلوب مواطنيه، وقد سحلوا وضربوا بسبب هتافاتهم التي نذروا له وفاء و لم يثنهم ذلك عن المواصلة، لن يسيج انتشار المؤيدين لولد عبد العزيز، ولن يكون سجنه إلا شرارة لتفتق بذور إنجازاته  مناصرة في قلوب المزيد من شعبه.. 

ليس في السجن عار .. لمن واجه التلفيقات بحجته الدامغة و بصورته القوية التي  ظهر بها طوال فترة حكمه أمام مواطنيه، غير منزوي و لا مطأطئ الرأس و لا متذبذب الحضور، بالكاريزما الصارخة والحضور القوي و الصدق المعهود أجاب المتسائلين و المتآمرين حتى طافت ظلال الخجل على وجوه المواطنين نيابة عن من لا يخجلون.. 

أين العار في سجن الأسود في أقفاص صنعتها فرائسهم 
المحتملة؟  

ليس في السجن إلا دليل على قوة الرجل و الرعب الذي يبثه حديثه في قلوب خصومه، وما يعرفون من قوة حجته مقابل دعواتهم الخافتة منزوعة الصدق .. 

سجن ولد عبد العزيز لن يغير من  الأوضاع المعيشية للمواطنين و لن يوفر فرص عمل للشباب العاطلين، ولن يسهم في الحد من الجرائم، ولن يحل أزمة العطش الخانقة التي يعاني منها عموم التراب الوطني، لن يوقف تفشي تجارة المخدرات، لن يوقف مظاهر الفساد وسوء التسيير التي تفتك بموارد البلد، سجن ولد عبد العزيز لن "يُقوي ما هو ضعيف" كما قال في آخر خرجاته ولن يوقفنا عن الكتابة و التدوين والتعبير عن وجهات نظرنا.. 

سجن ولد عبد العزيز يترك الساحة خالية أمام سهام التقويم والنقد التي كانت تلهينا عنها مواكبة مسرحية التحقيق والتوقيع و المضايقات. 

الآن سجنتم ولد عبد العزيز ليخلو لنا وجه الوطن و لنمارس ما يكفله لنا القانون من نقد للاختلالات التي يشهدها البلد.