بنشاب : يروى أن الجواد المرحوم همدي ولد محمود، لما ساء حال الناس وحلت بهم المجاعة في سنين "الهوفة" بداية أربعينات القرن الماضي، كان يصنع طعاما كثيرا كل ليلة، ثم يأمر أن ينادى في الناس على الطعام.
وبما أن من الناس من يأنفون عن مزاحمة العامة على الأكل من مثل تلك الموائد، فقد كان همدي رحمه الله يأمر أن تطفأ الأضواء حتى لا يتم التعرف على من حضر أو من غاب، فيتمكن جميع من يحضرون من الأكل بدون أن يشعروا بالحرج.
تذكرت هذه المسألة حين سمعت عن تعامل بعض من المنظمات الخيرية مع من يرتادها من المحتاجين، حيث يضطرون إلى الوقوف في الطابور، ويتم القيام بتصويرهم وهم يتناولون أنصبتهم من فتات هذه المنظمات.
الحكومة الموريتانية تعرض حلقة أخرى من حلقات احتقار المواطن الفقير
فالصورة التي أمامكم
تتحدث عن جانب آخر من الدوس على كرامة المواطن المطحون و الذي أصبح يعيش من فكي كماشة من جهة يتحكم التجار "الفُجار" في قوته اليومي ومن الجهة الأخرى تدوس حكومته على ماتبقى له من كرامة
هكذا بدأت وزيرة الشؤون الإجتماعية و الأسرة مشوارها مع(السلفي) صورة أمتهان و احتقار مع فقيرة و كأنها تقول لزملائها و زميلاتها أنا هنا و على الدرب أسير درب مهانة المواطن و الدوس على كرامته باسم الوظيفة و النفوذ....
نعم شتان ما بين الصورتين الأولى للوجيه همدي و قصة الصدقة في الخفاء، إستخدام الجاه و النفوذ لنيل شرف"وخيرت"في الدنيا و ذكر حسن حتى بعد أن غيبه الموت و نيل الأجر العميم إن شاء الله يوم الوقوف بين يدي الديان....
بينما الصورة الثانية بالصوت و الصورة إستخدام النفوذ و السلطان للإلتفاف على حقوق المواطن في أبهى صور الإمتهان و الدوس على ما تبقى من ماء وجه المواطن الفقير، ألا يكفيه مهانة و ذل أنه يستجدي "حقه" الذي كفله له الشرع و القانون...
يجب تجريم أخذ (السلفي)، خاصة بالنسبة للرسميين مع مواطنيهم لأنهم و بكل بساطة يؤدون عملعهم و واجبهم إتجاه هذا المواطن فلا منة منهم و لا صدقة من جيوبهم...
كفى احتقارا و تشهيرا و إهانة و دوسا على كرامة المواطن الفقير المطحون أصلا...بفعل سوء التسيير و نهب خيراته و الإلتفاف على حقوقه...