بنشاب: أغمض ذاكرته في لحظات الظمأ بعد أنْ جفّفت مسارب ليالي التملق منابع الكرامة المهدورة، وطفق يجمع في كنانيش الغابرين، يُرتّب بجهد جهيد صوتيات ينفثها عبر الأثير، صوتياتٌ يركل بعضها بعضا كحُمُر في وادي الشرود، تترنح كلماتها متقطعة تصلي سجود السهو عن معانٍ غرقت في موج التناقض والتضليل…
عبثا يُشعل أصابع الوهم لينير ظلام التعهدات الحالك، ثم يغرسها في تراب التلفيق علّها تُنبتُ غابة تُخفي بظلال الزيف عشرية البناء.
مشكلة هؤلاء أنّ ما حدث هنا حدث بالأمس القريب، صروحه واقفةٌ شاهدةٌ صلبةٌ لا يمكن طمرها ولا تُؤثر فيها حشرجات الكلمات المترنحة على أثير الريح، بالضبط كما لا يمكنها تغيير روائح المياه الراكدة في أرض يباب لم تزرها الغيوم لثلاث عجاف !
رفقا يا هؤلاء بالأجنحة المنتوفة في وجه غاشيات الريح، وقد أنزل الله عليكم لباسا يواري سوءاتكم، وللحروف مياسم وبالأنامل نبض يغلي كالبركان.