بنشاب: بصبر عميق واحتساب فريد تعامل فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني مع ذبح العشرات من شعبه، لدرجة عدم تقديمه العزاء لذويهم، يبغي بذلك التذلل لله سبحانه وتعالى و التعبير لجلاله عن تقبله لكل ما يبتليه به من محن، كصبره و تقبله لما يعانيه شعبه من مجاعة و موجات عطش، ففي عدم تدخله لإغاثتهم رسالة أخلاقية و إيمانية عميقة.. !
أما اعتبار الحكومة للضحايا مجرد "مفقودين" رغم تواتر الأنباء والتصريحات من شهود عيان وقفوا على أشلاء جثامين أقاربهم و قد تعرضوا للقتل و الحرق، فذلك يظهر تمكن النخبة الحاكمة من اللغة العربية، و حرصهم على تحاشي الكذب، فهل يوجد تجسيد للفقد أكثر من الموت! هم فعلا "مفقودون" و لكن دون رجعة و لا أمل في العثور على غير أجسادهم المعذبة ظلما و عدوانا، أما أرواحهم فنحسبها في جنات الفردوس عند رحيم غفور، لا يظلم عنده أحد !
حقا بهدوء و دون ضجيج، فشل النظام في انتزاع اعتذار رسمي من الحكومة المالية وذلك بعد مداولات و اجتماعات مطولة و بعد تسويق واسع لغضب الرئيس ورفضه استقبال الوفد المعتذر!!
بهدوء و دون ضجيج! أغلقت منطقة "الرباين" في وجه الموريتانيين ليواجهوا وجه العطش على أرض وطنهم و يصرع الجفاف مواشيهم، و يدفن النظام معاناتهم عن العالم بتدخلات صورية سيبدأ الترويج لها وتسويقها، لكن سرعان ما سيكشف الواقع عن أضلاعه المنهكة و ملامحه الغائرة و جلده المقدد على هياكل بؤسه!!
بهدوء ودون ضجيج تم الدوس بكياسة على قلوب العائلات المكلومة و تجاهل قتل عشرات الموريتانيين بغض النظر عن الجهة التي قتلتهم، مؤكد أنهم لم يموتوا بسبب أزمة قلبية ولا لسعة نحلة أو انتحار جماعي!
ومن المؤكد أيضا أن دولة تعلن الحداد على أمراء دول خارجية توفوا بعد تعمير على قطائف الحرير في القصور المذهبة رحمهم الله وتضن على أولادها بتقديم عزاء فيهم أو إعلان حداد على ذبحهم، هي دولة مخيبة لكل الآمال !