بنشاب: أيها الشعب الغاضب، انظر هنالك عن كل مآسيك… استنشق بفرح رائحة جثث أبنائك، خذ من التعهدات ما يخفي كدمات قهرك ..
يا من منحتم ثقتكم لنظام ابدلكم إياها خيبات متنوعة، و زرع أحلامكم في قبور البؤس، ليتعهد لكم بيوم نشور لن يأتي أبدا.. انتظروا نخر العدم لعظامكم ..
أنظروا هنالك: لقد مدد نظام (فرقعاتي) السجن للرئيس السابق، افتحوا أفواهكم و ارضعوا لهاية الوهم النكداء بالظلم…
فلا حياة أولادكم تهم هذا النظام و لا موتهم يهدد مصالحه، و لا غلاء عيشكم يؤرق نومه، لا شربكم ! لا وجودكم ! لا مشاعركم ! لا كمدكم ! ولا فرحكم و لا ترحكم ينعكس على مرآة واقعه داخل صومعات بذخه المحصن بمحيطات دموع حرائركم من الثكالى و اليتامى و المغتصبات و المعذبات في الأرض بين سراديب المجون و سجون الشرف..
ما يهم النظام _حقا_ هو تجديد القفص على الأسد الوحيد الذي ترتجف فرائص أركانه من نظراته و تزلزل نبضات قلبه أرضية عرشه ليقع مع كل نبضة مغشيا عليه ينتفض كقلب حصان يطوي مسافات السباق..
هاكم ما يشفي غليل ألمكم.. هاكم ما يطفئ نار ثأركم الضائع تحت أقدام قتلتكم: لقد جدد النظام حبسه السياسي لولد عبد العزيز.
و بعد التأكد من تسييجه ستة أشهر أخرى و التمهيد لسجنه طوال سنوات مأموريات الحروب والجفاف و الأوبئة هذه سيتنفس البعض الصعداء و يرتشف كأس الاستيقاظ المؤقت، ويتكرم عليكم بعزاء و بإشاعة غضب و إقالات ثم يسدل الستار على نافذة مكتبه ويدعكم على قارعة الحرمان، ليغط في اختفاء عميق، حتى يزأر الليث و يهتز الكوكب الرمادي المنطفئ من جديد.