رحل الطفل ريان وصعدت روحه الطاهرة الى الرفيق الاعلى بعيدا عن عالمنا الزائف و من الغريب ان القارئ المتفحص لصورته المتداولة عالميا لن تغيب عن عينيه تلك السحنة الحزينة التي تلف وجهه الوديع رغم الابتسامة العريضة وبراءة المحيى كمن يخفي وراءه لغزا عظيما او جبل هم ثقيل ، يبدو صاحبها وكأنه قد ادرك مصيره المحتوم قبل الواقعة الاليمة،فليس شيئ يضاهي الم فراق صبي لوالديه في ظرف من القساوة بمكان ان تبتلعه بئر بذاك العمق والضيق ولكنه القدر المسوق بمشئة الخالق جل جلاله وان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضي ربنا ، رحل ريان مأسوفا عليه لكن حضور الدولة المغربية بخيلها ورجلها ، باطبائها و جحافل فرق انقاذها ، بقادتها الميدانين واجهزتها الامنية ، بمهندسيها ، ومؤطريها الاجتماعيين، باعلامها الرسمي والحر لم يرحل ، لقد شكل كل ذالك لوحة بديعة شدت انظار العالم واعطي صورة حية لمفهوم وجود الدولة وعمق الدولة فطوبى لهم ولهم ان يفخروا ،نعم لقد اختفي ريان وبقي والداه وفي ذالك عزاء لبقية افراد الاسرة الريفية الكريمة ويختفي كل يوم ابا لريان عندنا حين تغييبهم ابار التنقيب او تتخطفهم طائرات الدرون في الشمال او يذبحون بدم بارد على حدودنا الجنوبية الشرقية و اقرب من ذلك في عمق المدن والارياف حيال صمت مطبق و غياب تام لاي نوع من مظاهر الدعم والانقاذ من طرف نظام يدعي الحضوروالتمكن وكأن الامر لا يعنيهم من قريب او بعيد بل كأن المواطنين ليسوا مواطنيهم والحوزة ليست حوزتهم الترابية ، و يكفينا من الامثلةالحية حادث اليوم 10 فبرائر 2022 انهيار ثلاثة ابار تنقيب و تحولها الى مقابر جماعية بمنطقة اصبيبرات في مظهر بائس و مشين دون حضور يذكر للجهات الرسمية ، لقد رخصت دماء الموريتانيين وهانت هيبة الدولة يوم ودع الرئيس الرمز القصر .
حمل السيد بوريطة ماساة ريان الى القمة الافريقية ليبعث من خلالها برسالة للجميع ان الحكومة المغربية في خدمة شعبها وان دماء المغاربة ثمينة لا يمكن التنازل عنها تحت اي ظرف و في المقابل كان فريق حكومتنا الموقرة ولما ينفضوا ايديهم من نبش قبور ثمانية من مواطنينا الاعزاء قد تم التخلص منهم غدرا و غيلة على ايد ي جنود الجيش المالى ولاذوا بالتملص من المسؤلية رغم حضور الشهود و توفر الادلة يردد في خجل خطابا هراء مشحونا بعبارات مجنحة ليست من الواقع في شئ هو امتداد لخطاب قمة المناخ المشهود ، ولا زال الجميع يتذكر طوابير الموريتانيين على امتداد حدودنا و تركهم يواجهون مصيرهم يلتحفون االسماء ويفترشون الارض لفصل من السنة او يزيد بذريعة الاحتراز من العدوى الوبائية ثم التغرير بهياتنا العلمية الموقرة و استصدار فتوى التسلل المشهورة في انتهاك صارخ لسيادة الدولة وحقوق المواطنين كانت تلك هي رسالة الذل و الهوان ولاشارة التى تم التقاطها وفك شفرتها وها نحن اليوم نجني ثمارها شوكا اما الرسالة الثانية والاخطر فهي انتهاك المادة 93 من الدستور المورتاني و سجن الرئس الرمز ، حصن البلاد و طودها الشامخ غدرا وتمالؤا بالباطل من طرف نخبنا السياسية التي برهنت للاسف الشديد على انها لا تمنح الجائزة الا الفارس الخاسر في الرهان .
الى لقاء آخر بحول الله