بنشاب: دخل فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني الساحة السياسية بهدوء، كاد يكون على استحياء، بأياد ممدودة لمختلف الطيف السياسي، لكنه لم يبسط أكف يديه مهادنة، إنما كان يحكم قبضها على نية الاجماع المبيتة، كان ذلك الفخ الذي وقعت فيه أحزاب المعارضة، بعد أن أرهقها النضال خلال العشرية.
فكانت اللكمات الغزوانية بقفازاتها الكاتمة للصوت الخنجر الكرستالي الذي قطع آخر شرايين الصوت المخالف، وشيعه في تابوت الاجماع المزركش بطلاسم ملفات التلفيق و الفضائح و بطاقات ضغط كتائب الأمن و المخابرات بالإضافة إلى صكوك الترضيات و المحاصصة بالفتات.
بلع الكثيرون طعم الإجماع، وقفزوا بمظلات التملق من طائرة المبادئ والقناعات، لكن سرعان ما تمدد _الاجماع_ كإسفنج بحري وعلق في صدورهم، فبقوا عالقين في زقاق الرأي العام، إن عبروا عن آرائهم دنت رؤوس أرزاقهم من مقصلة النظام، وإن صمتوا واصل التاريخ شد حبل مشنقتهم و الإسفنج المبلل يجعل صدورهم ضيقة كأنما تصعد في السماء.
وعلى خلاف كبار المدافعين عن رجل الأعمال ولد بوعماتو، الذين لا يدخرون جهدا في محاولة جذب الآخرين إلى صفوفهم، بالتعبير عن التفهم و تقبل الرأي الآخر، و احتفاظهم بعلاقات شخصية مع من يناصرون ولد عبد العزيز أكبر عدو لقائدهم، يحرص أنصار ولد الغزواني على التنكر لكل من لا يشاركهم دعم النظام، و يشكلون حربة هجوم قوية وسريعة على كل من ذكر رئيسهم أو زوجته أو حتى نظامهم الفاسد بخير خاصة إذا كان مدافعا عن الرئيس السابق أو معارضا للنظام لوجه فساده، تلك حقيقة يلاحظها كل متتبع لجدول المنشورات والتعاليق على الفيس بوك.
فإما أن أنصار ولد بوعماتو يعملون بجد لمشروع هم مقتنعون به ولذلك يحاولون مضاعفة أعدادهم بأي طريقة، و أن أنصار النظام يوقنون في أعماقهم بأن الداعم لنظامهم مجرد متطفل سيزيدهم "صگوطي" آخر و "الصگوطي مَايحمل صاحبه" أو أن المجموعة الأولى تلتمس في قائدها فائض كرم، لا ينقص من حصتها إذا أتت بوافد جديد، الأمر الذي تفتقده المجموعة الثانية في قادتها!
و من بين أنصار النظام شخصيات أستثنيها من هذا التعميم منها على سبيل المثال لا الحصر الصحفي سيد المختار ولد سيدي والاعلامي المختار ولد محمد يحيى و المستشار سيدنا عزيز و الصحفي حسن لبات والإعلامية منى محمد وأكثرية المنتسبات لرابطة الصحفيات الموريتانيات و قلائل آخرون.
بينما أحيي في أنصار ولد بوعماتو النفس القتالية الشرسة و الروح الرياضية التي جعلتهم يحتفظون بودي وصداقتي رغم اختلافي معهم و مناصرتي لأكبر أعدائهم: فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز نصره الله على الجميع.