أين كانت وزارة الداخلية عندما تهجم أنصار النظام على فخامة الرئيس السابق وطالب بعضهم بإعدامه علنا؟ لماذا لم تطبق قوانين الكراهية! أم أن الرئيس السابق ليس من رموز الدولة ؟! وهو بريء بطبيعة الحال ولم تسقط عنه حصانته الدستورية لأنه لم تتم إدانته بعد و المتهم بريء حتى يثبت العكس!
أين كانت عندما هاجم البعض قبائل الشمال ووصفوهم باللصوص و بالأجانب وطالبوا بترحيلهم وسحب الجنسية منهم في منشورات يحتفظ الكل بنسخ منها؟
لماذا امتنعت طوال السنتين عن ترخيص تظاهرة واحدة لمن يناصرون الرئيس السابق بينما منحت التراخيص لكل الحركات والأحزاب الأخرى؟ مالذي قد يشيع الكراهية في شعب أكثر من ممارسة التمييز ؟
بأي وجه تتحدث وزارة الداخلية عن تطبيق القوانين بعيدا عن التعسف والتمييز و إدارة الأمن تحت وصايتها وقد مارست أبشع أنواع التعسف والتمييز ضد الرئيس السابق في زنزانته حين حرمته من التعرض لأشعة الشمس و منعته من ممارسة الرياضة في تهاون بحياته حتى تجلط دمه وتخثر؟! و حين انتهكت خصوصيته و نصبت الكاميرات في غرفة نومه وحمامه!!؟ أين كانت وزارة الداخلية حقا من كل ذلك الظلم؟!
مادامت وزارة الداخلية حريصة على معاقبة من ينشرون الكراهية و يثيرون النعرات لماذا لم نسمع عن اعتقالها لأحد المسيئين إلى فئات من المجتمع استبيح عرضها منذ سنتين على هذا الفضاء مثل قبيلة الرئيس السابق و أفراد عائلته حيث لم يترك نوع من القذف والتشهير إلا وطالهم، و الأرشيف حافل بالتصريحات والتلميحات من الطعن في شرفهم إلى نعتهم باللصوص إلى تعييرهم بالجهل إلى تعييرهم بامتداداتهم الاجتماعية في بعض دول الخارج! واعتبارهم أجانب، حتى طالنا الظلم كمجرد أنصار للرئيس السابق فأنا شخصيا حين طعن في شرفي و عرضي ولجأت إلى القضاء والقانون أوقف الملف ومنعت من متابعة مساري القضائي دون وجه حق ودون توضيح، بكل بساطة لأن من قذفني يوالي النظام ويوفر له الحماية كما صرح المعني لبعض أصدقائه!
ألا يعتبر التحريض على هؤلاء و أولائك إثارة للنعرات و إشاعة للكراهية؟
لماذا لم تطبق وزارة الداخلية القانون في تلك الحالات ؟!
وقبل تهديد المواطنين ووعيدهم بسبب مواقفهم السياسية لماذا لم تصدر وزارة الداخلية بيان نعي للمنقبين الذين قتلهم جنود المغرب على الأراضي الصحراوية؟ لماذا لم تقدم لأهاليهم واجب العزاء كما قدمته سابقا لضحايا قتل واعتداء؟!
أو لعائلات الموريتانيين الذين قتلوا على الحدود المالية قبل فترة؟
لماذا لم تمنع وزارة الداخلية الترخيص لمهرجان الحزب الحاكم مع بداية تفشي موجة خطيرة من المتحور في المنطقة، يدفع البلد اليوم فاتورة هذا المهرجان المستهتر بحياة الشعب حصيلة إصابات يومية تقترب من الألف؟ أين كانت وزارة الداخلية حينها؟
نحن يا وزارة الداخلية نتفق مع مطالبك و نرفض بشكل قاطع كل أنواع التحريض و نحارب بكل ما أوتينا من قوة خطابات الكراهية ليس خوفا من العقوبات إنما حبا بهذا الوطن الذي عجنت ترابه بدماء أجدادنا، و تفرض علينا واجباتنا اتجاهه رص صفوف الوحدة الوطنية و الحرص على الانصياع لقوانين الدولة و المحافظة على السلم الأهلي و لكن لن تكسبوا ثقة المواطن في السياسات العمومية إلا بالعدل و تطبيق القوانين بمساواة على الجميع دون تحيز ودون تمييز و دون مراعاة لقرب فلان من النظام و لا معارضة علان له، قال تعالى:
{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَىٰ أَلَّا تَعْدِلُوا﴿٨﴾اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴿٨ ﴾ المائدة صدق الله العظيم.