بنشاب : قيل أن الماجدة آمنة التي سماها مجانين كل رئيس و كل نظام ب:"مجنونة عزيز" استدعاها الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي و قدم لها معونة مالية معتبرة تقارب المليون أوقية، فقامت بأخذ ألف أوقية قديمة وقالت له هذا يكفي لتغطية تكاليف عودتي إلى منزلي، أما حبي وتقديري ودعمي لكَ فلا يباع و لا يشترى ولا يقدر بثمن ثم انصرفت إلى بيتها…
لاشك أن من كانوا يحيطون به ويلعقون أحذيته في تلك الفترة _من يضنون عليه اليوم بالدعاء له بالشفاء و يجردونه من صفة الرئيس السابق_ضحكوا كثيرا و أكدوا له جنونها و تجويف تصرفها و خلوه من العقل و الحكمة، كان فخامة الرئيس السابق مخدوعا حينها في إخوة له وأصدقاء، كشفوا له عن وجه آخر لحقيقتهم كان يأكل أصابعه حقدا عليه طوال عقود من الزمن يخفونه في دهاليز مظلمة تعلوها وجوههم الباسمة الخادعة، "بئس الصفة النفاق!".
حساسيتهم من الدوس على عصب الضمير جعلتهم يبعدون عنه كل المخلصين الذين يقفون اليوم إلى جانبه وقفة "آمنة المجنونة": بشموخ ونبل و عزة وصمود.
"مجنونة عزيز" التي عيروها بالوفاء واستخفوا بها كانت تتطهر وحسب، بينما كانوا قوما منَّ الله عليهم بتربية تبيح لهم سجن الصديق ومنعه أشعة الشمس و تثبيته على كرسي في زنزانته ستة أشهر حتى تخثر دمه ببطء مؤلم، رغم معرفتهم بوضعيته الصحية..
قوم حباهم الله بأخلاق تجيز ترك رفيق السلاح لمدة أربعة عقود ينزف في زنزانته من فمه وأنفه ساعات متواصلة قبل نقله للمستشفى وركنه في غرفة بائسة ومنع زوجته وبناته وشقيقاته من زيارته، وطرد هيئة دفاعه وإهانتها.. وهو رئيس سابق للجمهورية لم يُنقلب عليه وسلم السلطة طواعية..
نفس الأخلاق التي سمحت دون وخز ضمير لأصحابها بتثبيت كاميرات مراقبة في حمام الرئيس السجين للتمتع بمراقبة جلوسه على كرسي حمام الزنزانة وهو يقضي حاجته، لإشباع رغبات نفسية دفينة لدى أصدقاء الدرب رفقاء العمر، بعد أن أوصلهم إلى كراسي مذهبة عديدة أجلسهم عليها طوال فترة حكمه و استخلفهم بعده للجلوس على أرفعها..
ولأن المعاني كانت في السابق تأتي متقاربة في الغالب أبدع رفقاء ولد عبد العزيز، حين حدثوه أمام الشعب عن خصاله الحميدة و عن معرفتهم لمعنى العهد بترجمة عهدهم استهدافا شخصيا للرجل واتهامه دون بينة و حرمانه من محاكمة عادلة و تعذيبه بدنيا ونفسيا منذ سلمهم الحكم حتى سجنوه ونفذوا فيه حكم إعدام بطيء لم يسبقهم له أحد، حيث حرموه أشعة الشمس و منعوه الخروج من زنزانته بغية إصابته بتخثر الدم و موته بجلطة، مازالوا لليوم الثالث يمنعونه العلاج في الخارج وقد منحوه لكل السياسيين و الشعراء و الأقارب، وتكتموا على وضعيته الصحية حتى عن أسرته وحجبوا نتائج فحوصاته قصد المماطلة في انتظار تدهور حالته الصحية أكثر.
ثم يكتب المخصيون و المخن_ثون و أسراب البوم الناعقون بالشؤم وغربان أجنحة الظلام، ويتامى مواخير العهر و السكر يتشفون في الرئيس السابق و يعملون على تهدئة الرأي العام بعباراتهم الآثمة، في محاولة لحجب الجريمة النكراء وتجميلها بوجوههم العاكسة لمرايا قلوبهم الشبيهة بعانات عجائز القردة.. خسئتم وخاب مسعاكم و لقملة في شعر إبط المجنونة الماجدة آمنة أشرف و أنبل من جمعكم الخسيس الكريه…
و أتفو بالحسانية باط
Aziza Barnaoui