بنشاب: خرجت لأستنشق هواء نقيا شمالي نواكشوط، فرأيت وأنا على الكثيب -منتظرا حليب الإبل- مشاريع عملاقة، تراءت لي محطة الكهرباء، رأيت الجامعة بكلياتها العصرية، رأيت مستشفى القلب، رأيت أضواء المطار تطل من بعيد، وتنسمت نسيما قادما من قصر المرابطين.
تذكرت شخصا واحدا في تلك اللحظات: محمد ولد عبد العزيز، تذكرت الوضعية التي كانت عليها موريتانيا قبله، والوضعية التي تركها بها: طرق، مشاريع عملاقة، تخطيط العمران والإسكان، الإحصاء البيوميتري، الأمن وطرد الأرهاب، الجيش ومعداته العصرية، دولة لها وجود وكلمة مسموعة.
تذكرت كل ما أنجزه الرجل، وسمعت أنباء عن حالته الصحية الناتجة عن إيقافه أشهرا وحرمانه بعض حقوقه.
يقال إنه هناك بسبب الفساد، لكن ما أنا متأكد منه أن ذنب ولد عبد العزيز الوحيد هو أنه عسكري، فالعسكري في موريتانيا هو لحم الرگبه، وعلى الجيش أن ينتبه لذلك، فقد نجح تيار مدني كاره للجيش في شيطنة الرجل وتشويه سمعته.
على الجيش أن يعرف أن سجن ولد عبد العزيز يشوه في المقام الأول القيم العسكرية التي تربى عليها الجيش.
إن كنتم تريدون سجن الرجل فاسجنوه سجنا يليق به وبمقامه، في دار معزولة في نواكشوط أو الداخل، لكن لا ينبغي أبدا إهانة كرامته أو التفريط في صحته.
هاذ ماه هو خيرو فيكم.
أسأل الله أن يشفيه وألا يرينا فيه مكروها وأن يرده سالما غانما إلى ذويه وأن يوفق أصحاب القرار إلى ما فيه المصلحة والسداد.
عاشت موريتانيا حرة مستقلة بكامل سيادتها.