بنشاب: وتحركت بعض قطع الخردة البشرية المسطحة ذهنيا، فرعاء الألسن، غزيرة اللعاب، مجهرية الرؤية رغم جحوظ الحضور وبروز الهيئة.. لمهاجمة ولد عبد العزيز في معتقله التعسفي، فرصتهم الأخيرة لاستدرار آمالهم الجدَّاء في لفت انتباه النظام إليهم و إشراكهم معنويا في مرآة صناعة القرار، بعد تحريرهم من أقفاص الحرمان إلى مخازن مؤونة الشعب وموارد بلده: حين استفادوا من الصفقات و الرشاوى و تعويضات الخلايا النائمة في عسل القوادة و فوترة الرذيلة على مؤخرات التائحين فروجهم والتائحات، والحسابات النشطة في التلفيق و التشهير وقلب الحقائق..
وهم يتباكون على أموال يدعون نهبها حبا في الوطن وحرصا على مصلحة الشعب، ويطالبون بإصدار أقسى الأحكام على الرئيس السابق، يصفعون بذلك المبادئ و الوطنية بجبال الطحالب المتشكلة في بطونهم من رواسب أموال مشبوهة المصادر تشعبت جذورها بين التهريب و التهرب، وتجارة المخدرات و المتفجرات، لكن لن تثور ضمائرهم نحو اتجاهات منابع منافعهم الشخصية، فلن تجدهم إلا و أقداحهم مرصوصة بالدور تحت أقدام أربابهم وهم يبتهلون في حلقة نفاق بحناجر جهورية ورؤوس خاشعة:
امْلإِ الْقدَحْ// واعْصِ مَنْ نَصَحْ
وَارْوِ غُلَّتِي// بِابْنَةِ الْفَرَحْ
فَالْفَتَى مَتَى// ذاقَها انْشَرَحْ
وَهْيَ إِنْ سَرَتْ// فِي الْعَلِيلِ صَحْ
وحتى إن أوغلتم في التشفي في الرئيس السابق و ملأتم الدنيا عويلا و نباحا و حرضتم النظام على كل انواع التجاوزات في حقه فلن يغير ذلك من حقيقة أن ولد عبد العزيز أجلسكم الكرفساء على سن رمح طوال فترة حكمه ولم تستطيعوا زحزحة حكمه و لا إلحاق الأذى بنظامه رغم محاولاتكم التي بذلتم فيها كل الجهود ونسقتم فيها على أوسع الدوائر، لم تسلم منها السفارات الأجنبية والمنظمات الدولية، ولم تستطيعوا مضغ ذرة من المال العام و لا الاستفادة من موارد الدولة، فهل تعتقدون أن نباحكم لمدة سنة أو اثنتين سيطفئ حرائق أحقادكم بسبب دوسه بقدمه على أعناقكم طوال العشرية؟ لا والله ستستمر تلك الأحماض بأكل قلوبكم طوال أعماركم ولن تبرد تلك النار حتى تقذفوا في حمم الجحيم التي وعد المنافقون.
وفي ذكرى ميلاده نقول كل عام وفخامة الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز شامخ كالجبال، ولا عزاء للحاقدين.