بنشاب: بعد عامين من الصمت المطبق، خرجت أحزاب "تغبيش الوعي" عن صمتها و هي التي ظلت تصفق للعهد الجديد و تؤكد رهانها عليه مدعية انه نظام وطني سينقل البلاد من عشرية ماحقة إلى دولة يسود فيها العدل و الرخاء.
و رغم ان رهانهم استند إلى محاصصة مقيتة رسمت ملامحها شهوة الإنتقام من الرئيس السابق. و رغم انهم كانوا يعلمون أن "معاهدات الخوف" هي محطة من محطات التهدئة التي فرضوا لها ثمناً فوق تمثيلهم الإنتخابي و الشعبي في العملية السياسية؛ فقد أثبتت بياناتهم الأخيرة أن رهانهم ذاك لم يكن إلا مناورة لضرب النظام من الداخل.
سعى المنشقون و أحزابهم من المعارضة بكل ما أوتوا من حيل التزلف و التهدئة الزائفة لكسب تعاطف النظام في قضايا هي قضايا حزبية ضيقة و ليست قضايا وطنية تحظى بقبول الجميع.
و سعوا إلى تبديد مخاوف النظام من دوغمائيتهم، لكنهم لم يستطيعوا كتم حنقهم فسقطت أقنعتهم عندما تصادمت مصالحهم مع مصالح النظام فظهروا على حقيقتهم المشوهة بكل وضوح.