جاء في تفسير ابن كثير لقوله جل من قائل : " وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ "
روى الإمام أحمد مرفوعًا "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " تكثر الصواعق عند اقتراب الساعة ، حتى يأتي الرجل القوم فيقول : من صعق تلكم الغداة ؟ فيقولون صعق فلان وفلان وفلان " .
حفظنا الله وإياكم من الصواعق،
وسبحان من يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته .
حين يُسبح وزير العدل بحمد الرئيس وتتعالى صيحات المسبحين من وزراء ونواب وسياسيين وأشباه المثقفين وتتراكم سحبهم في سماء الوعود والعهود يخرج المواطن الظمآن فَرِحا مُترقبا ولسان حاله؛ هذا عارض مُمْطِرُنا، ولكن هيهات !!
فسرعان مايبدأ التفريغ الكهربائي بين أسفل السحابة ذات الشحنات السالبة "الوعود والتعهدات" مع الشحنات الموجبة على سطح الأرض "آمال المواطن وطموحاته" مما يؤدي إلى حدوث وميض يمتد من " القصر الرئاسي ، مبنى الحكومة الوزارات ، البرلمان ................." إلى " فصالة أنييرَ فعين بنتيلي" يسمى البرق : -إقلاعاتي وتعهداتي والمشوي -ذوكو وينهو- يعقبه صوت شديد من الأعلى يسمى الرعد - قانون الرموز - إخسئوا فيها ولاتُكلمون - كما قال وزير الداخلية الدولة أمتينة ، الدولة ماتعاند، وتلك ثقافة التخويف والتدجين واغتيال مشروعية المواجهة والمجابهة، وإيهام الحاكم أن المواطن الموريتاني لايستحق إلا التزلف والتملق والتقرب لجلاديه ، أو الشهادة داخل المستشفيات بأدوية وأغذية مزورة ، أو على طرقات أتلفتها أيادي يأجوج ومأجوج الموريتانيين .
-إعذروهم فليسوا مذنبين-الفيلسوف وعالم النفس الألماني "إريك فروم" صاحب كتاب "الهروب من الحرية" يرى أن غربةالإنسان عن نفسه نتيجة النزعة الإستهلاكية ، والإنتاج طبعا بدافع الحاجة الإستهلاكية ، ونحن إنتاجهم والإختراع وليد الحاجة ، ولكن المنتوج قد يخرج عن السيطرة فيتحول إلى فيروس قاتل متحور لا علاج له إبتداءً إلا التباعد بين المفسدين ومؤسسات الدولة وارتداء الكمامات من طرف المتملقين وتعقيم أيادي الناهبين للثروات وصولًا إلى التطعيم بجرعة إستقم أو إرحل.
حين عِلم القوم أننا متمردون مللنا الإنتظار وضاق صبرنا ، تنادوا لإنتاج هذا القانون - قانون حماية الرموز الوطنية- وليتهم تركوا الوطنية لئلا تفقد رونقها وبهجتها في قلوبنا المنكسرة .
لم نكن نتوقع يافاخامة رئيس الجمهورية يا ابن محمد أحمد رحمة الله عليه أن يكون سؤالنا في عهدكم ؛ من سجن الغداة ، من تَكَوْفَدَ الغداة ومن نَهب الغداة ومن دُوِّرَ الغداة !!!!!!
وبيننا وإياكم عهد لن نقطعه بالنصح والإرشاد دون تقريع ولاتشهير ليس خوفًا من عقوبة ولكن طبع النفوس الكريمة ، التي لاتخاف ولاتخشى إلا من الملك العادل، فدونك رقابنا فأبترها إن شأت فلن تكون أول من قطع الرؤوس وأخلف العهود ، ولن نكون آخر من باع نفسه في سبيل وطنه وأهله وعرضه وكرامته.
وأوثَقُ العهدِ ما بينَ الصِّحابِ لِمَنْ
عاقَدتَ قلباً بقلبٍ لا يَداً بيَدِ.