محمد ولد عبد العزيز المسجون على خلفية ملف تلفيقي لا بينة فيه ولا دليل، رغم كل محاولات التشويه و التشهير و بث الإشاعات و عمليات التفتيش والتنقيب و التكسير التي تعرضت لها منازله و منازل أسرته، هو نفس الرجل الذي حرص طوال فترة حكمه و تحكمه على إعلاء الرئيس الحالي أعلى الكراسي و أنزله أرقى الرتب، إلى جانبه شريكا له و رفيقا، نصف روحه الذي لم يسمح لأحد بذكره بشطر كلمة سوء، و أشهر سيف ملكه في وجه كل من سولت له نفسه حمل نميمة أو فبركة إشاعة تضر صديقه، ثم اصطفاه للحكم و رفض المأمورية الثالثة التي كان فخامة الرئيس الحالي من دعاتها قبل قطع ولد عبد العزيز شك الجميع بيقين القرار الصارم، كان لا يزال صديقه و توأم الروح الذي لم يتأخر يوما وعلى مر عقود الزمن عن سكب الود بسخاء في كأسه حتى تمتلئ كؤوس محيطه و أهل وده من بعده.
عندما خاض ولد الغزواني حملته الانتخابية أشبع الآذان مدحا في حق صديقه و عشريتهما و أخته زوجة رفيقه التي طالما شرب كؤوس الود رفقة صديقه على مائدة والدها في منزلهم العامر حين كانا طالبين في الغربة.
بعد سنة من تسلم فخامة الرئيس محمد ولد الغزواني للحكم من شريكه، قام بإيداعه السجن وهو رفيق السلاح و توأم الروح و مالئ الكأس بمعتق الخير والود.
واليوم بعد مرور خمسة أشهر على سجنه و حرمانه من حقوقه كسجين في التعرض لأشعة الشمس و ممارسة الرياضة، أتى الدور على السيدة التي كانت بمثابة الأخت لفخامته _حسب ما صرح به مرارا خلال فترة حكم زوجها_ رفيقة درب صديقه ليمنعها من إذن لزيارة زوجها في زنزانته بعد عودتها من رحلة علاجية قادتها إلى الخارج.
أما كسرتم بذلك يا فخامة الرئيس كأس الود مذ زمن؟ فكيف يلومنا رعاع بلاطكم إن ذكرنا كيف ملأناه لكم ودا قبل كسره!؟
أما أطعمتم النار أجمل المعروف الذي قدمه لكم صديقكم؟! فكيف يتغنى المتزلفون إليكم بانتصاركم في معركة خسرانها شرف سجله التاريخ للرئيس السابق، فكما تعرفون تصفية الحسابات بين الأعداء انتقام لذيذ لكنها بين الأحباب عار مرير طعمه يبقى طويلا وقد لا يزول.
بعضُ المَعَارِكِ في خُسرَانِها شرفٌ // مَنْ عادَ منتَصِراً من مِثْلِهَا انهَزَمَا