بنشاب: لم أستغرب حديث مدير أمن الدولة السابق الوالد دداهي ولد عبدالله حين قال أن مسؤلية الامن هي حماية النظام السياسي، من الإنقلابات والتمرد والثورات، لكنني أستغرب عدم أخذ النظام الحالي العبرة مما حظي به ذلك الجهاز في تلك الفترة ولم يكن مع ذلك إلا كورق شجرة الخلد
!!
كما أتساءل أيضًا ونحن حسب معظم المراقبين نسير على نمط ولد الطايع في إدارة الحكم ؛ هل يوجد تحالف أوسع يتعدى القبيلة إلى حلف تقليدي ...معروف للتحكم في الدولة !!
حين يُذَكر الأستاذ دفالي ولد الشين في مقاله المدير دداهي قائلا ؛ " الأمر لم يقتصر فقط على التعذيب بل وصل درجة التفكير في القتل، لاشك تذكرون المقترح الذي قدم بتصفية كل من المرحوم محمد يحظيه، والأستاذ ممد ولد احمد، والداه ولد الحسين، ورفض بقوة من طرف الوسط الإجتماعي للنظام الحاكم يومها، وحسب ما لدي من معلومات لم يكن مقبولا من طرفكم أيضا." .
نلاحظ كيف كانت تُدار الدولة ، وكيف كانت تُأخذ القرارات ، وللمرئ أن يتساءل متى يَفهم الجالس على الكرسي أن موريتانيا ليست مِلكا لقبيلة ولا جهة ولا شريحة ، وأنهم وإن إجتمعوا فلن يوفروا أكثر مما وفروه لولد الطايع !!
حين يجاهد وزير عدل تربطه علاقة روحية بالرئيس وقرابة بمدير أمن الدولة وبرئيس إتحاد أرباب العمل ، إلى فرض قانون الرموز تعظيما للرئيس وخنقا لكل صوت ناقد ، فما معنى ذلك !!!
وحين يكون مدير ديوان الرئيس سميا لوالد الرئيس وابن مدينته ، ويكون وزير الداخلية صديقه الشخصي وابن ولايته فما معنى ذلك !!
ربما يكون ولد الطايع أكثر شمولية في التعيين على الوظائف الحساسة من النظام الحالي !!
سقطت دولة ولد الطايع
ولكنها كانت خالية من قوة الطرح الشرائحي والعنصري ، وخالية من وسائل التواصل الإجتماعي ، كما أنها محظوظة بمعارضة فتية قوية ، وبمجتمع لمَّا يبلغ سن الرشد بعد ، هذا بالإضافة إلى مكون إجتماعي لايجاهر أغلبه بالعداوة ولا يصنعون الأعداء ، ولا يدافعون جهارًا عن ابن عمهم .
وما عبر الإنسان عن فضل نفسه ... بمثل اعتقاد الفضل في كل فاضل
وإنّ أخس النقص أن يرمي الفتى .. قذى العين عنه بانتقاص الأفاضل .
دخل يزيد بن أبي مسلم صاحب شرطة الحجاج على سليمان بن عبد الملك بعد موت الحجاج فقال له سليمان قبح الله رجلا أولاك أمانته فقال يا أمير المؤمنين رأيتني والأمر لك وهو عني مدبر فلو رأيتني وهو علي مقبل لاستكبرت مني ما استصغرت واستعظمت مني ما استعظمت فقال سليمان أترى الحجاج استقر في جهنم فقال يا أمير المؤمنين لا تقل ذلك فان الحجاج وطأ لكم المنابر وأذل لكم الجبابرة وهو يجيء يوم القيامة عن يمين ابيك وشمال أخيك فحيثما كانا كان !!
سيدي الرئيس الإستثمار الأمثل في العدل فهو الحامي في الدنيا والآخرة وليس في غيره .....
فطالب العون منهم عند شدته ... كطالب الثلج من إبليس في سقر