لا يزال النظام في بحثه المستمر والدؤوب عن جريمة - أيا كان نوعها - تكون أساسا لملف الزعيم القائد محمد ولد عبد العزيز، ورغم انقضاء سنتين في هذا البحث العبثي، لم يتأكد سوى ملامح المؤامرة الدنيئة والخبيثة، ومن يديرها من المنافقين والمفسدين والمتملقين، ولَم يتأكد سوى نهب ثروات الوطن وتفشي الفساد وطلوع أسهم المفسدين، مما جعل الدولة في مأزق سياسي واقتصادي واجتماعي، ألقى بظلاله القاتمة على الوطن والمواطن، فارتفعت الأسعار، وانهارت البنى الصحية والتربوية، وطغت الخطابات العنصرية والجهوية والشرائحية على الخطاب الوطني الموحد، وغدا الكذب - والنفاق - شعارا وسلوكا للمسؤولين الرسميين دون خجل وبلا حياء ...
التساؤل الوارد هنا، أين اختفى المصلحون والعلماء والأئمة والخيرون، الذين سجلوا مواقفهم في العشرية المنصرمة، أم أنهم كانوا يختانون أنفسهم ويخادعون شعبهم؟ ... أم أن الخوف والطمع أسكتهم على الباطل، وعلى الظلم البين لمواطنين يدفعون ثمن العزة والكرامة في فضاء موبوء بالنفاق والتملق، لا الدين فيه دينا، ولا الحق فيه حقا، ولا الإنسان فيه سويا؟ ...
إن على رجال الدين تبرئة ذممهم من شهادات أعلنوها، وإن على المؤمنين بالحق والعدل أن يقولوا كلمتهم، وإن على الأغلبية الصامتة من المواطنين الخلص، أن يعبروا عن مواقفهم المعطلة وآرائهم المكبوتة ...