أتوجعكم عبارات الذم و لا يؤلمكم كونها ترجمة لبؤسنا؟ 

أربعاء, 27/10/2021 - 10:16

بنشاب: عندما كانت المظاهرات متاحة و الشوارع فسيحة أمام أقدام الراجلين الرافضين بسلمية لم يحظى أصحاب البث المباشر بكبير اهتمام من المواطنين.
عندما كانت القنوات التلفزيونية و المحطات الإذاعية مشرعة أبوابها أمام الآراء و المخالفين لم يكن العالم الأزرق مؤثرا بدرجة كبيرة و لم يكن حينها الخناق قد ضاق على الشعب بهذا المستوى.. 

عندما قمتم بجمع كل الأصوات المعارضة في خيط سبحة الاجماع الكاذب، زرعتم حينها بذور غضب الشعب الذي دستم على هيبته و كرامته و اختزلتموه في عشرات السياسيين معتبرينهم أسيادا له في عصر لم يعرف أهله  العبودية إلا في نصوص الميثولوجيا. 

ثم أخذكم الغرور بالاثم و تماديتم في تهميش الشباب و استفزاز غضبه العصي على الإخماد بتدوير المفسدين من عجائز القرون الوسطى، بينما يعاني آلاف الشباب من البطالة و الفقر و تلاحقه جنودكم بالسحل و القمع حتى في فسحات العوالم الافتراضية! أتوجعكم الحقيقة؟ إذا ستسمعونها في كل رنة لقوس قناص مجد أو صائد شهرة.. لا يهتم الشعب بنيات من يتحدثون بلسان حاله، بقدر ما يهتم بجلد جلاديه و قامعيه! و الرقص على صرخاتهم مهما كان سببها، أو مسببها ! 

وليكن في علمكم أن لعنة غضب قمع الشعوب هي البذرة التي تنبت سبع سنابل في كل سنبلة ألف جسور و نواة فتنة و سوس ينخر كل محاولات الاحتواء و يقاوم كل أنواع الاسلحة المسيلة للدموع و اللعاب.

فكلما سجنتم عرندسا يكتمل نمو مئات الأسود و  تضع لبؤات آلاف الأشبال و تتفجر عيون النقد من تحتكم و لن تجدوا متسعا من الوقت لصناعة فلك و لن تجدوا حينها زوجين من زمرة المنافقين يرافقونكم، و لن يقبل الشعب منكم  الوعود و لا الأمنيات حين يدرككم الغرق. 

لا نستطيع عدم رفض الإساءة والتنديد بخطاباتها  و الدعوة إلى اللجوء إلى الأساليب الراقية في الرفض، لكننا في المقابل نتفهم دوافعها في ظل هذا الضغط و الكبت و مصادرة الحريات و غلاء المعيشة و استفزاز الشعب بتبديد خيراته وتفشي الفساد و مكافأة المفسدين وعدم محاسبة الآثمين، وممارسة الظلم الفادح و الجور البواح على شعب بأكمله دون تدخل من رأس النظام و أجنحته المسيرين للدولة.

# السجن_للمفسدين_ المجد_ للشباب